كان من المتوقع أن يقف حزب الله خلف موقف الرئيس نبيه بري، من عدم وصول عون إلى قصر بعبدا، وأيضاً كان من المتوقع أن يرفض حزب الله التوافق على حليفه ميشال عون من دون موافقة حركة أمل، إلتزاماً منه بحلفٍ وتفاهمٍ هو أكبر بكثير من التحالفات والتفاهمات القائمة بينه وبين الآخرين. وإن كان الإلتزام الأخلاقي من سمات حزب الله،إلاَّ أنه هل تبنى الدولة والقانون بمجرَّد وعد أخلاقي،بعيداً عن دور رئاسة الجمهورية وبناء سقف الدولة لحماية الجميع؟..لطالما كان الرئيس بري ضمانة لحزب الله ولمقاومته وسلاحه، وغطاءً لبنانياً لدور الحزب داخلياً وخارجياً،ووقف إلى جانب الحزب في أصعب الظروف وعند كل منعطفٍ ومحنةٍ وأزمةٍ وهجمةٍ على المقاومة،فكان دائماً يردِّد مقولته المشهورة والشهيرة" المقاومة باقية باقية باقية"..عند أول إمتحانٍ لحزب الله في وفائه للرئيس نبيه بري الضامن له على الدوام والإستمرار، فإذا به يقول: "نعم لعون ولا لبري"، رغم أنَّ إعتراض الرئيس بري منطلقٌ من حساباتٍ سياسيةٍ وطنيةٍ ولا طائفيةٍ ولا مذهبيةٍ ولا شخصانية، وهو أيضاً كان ينظر إلى أبعد من إختيار رئيسٍ،إذ أنه ينظر بعين ثاقبةٍ إلى المستقبل للأمن والإستقرار وضرورة بناء الوطن على صليب الدولة، لذا إقترح الرئيس بري السَّلة الشاملة التي تصفِّي الخلافات والمشاكل دفعةً واحدةً، وبالتالي هذا ما يخدم رئيس الجمهورية أيَّاً كان رئيسها، لأن هدف الرئيس بري إزالة العقبات أمام رئاسة الجمهورية تحديداً،لأنه أحوج ما يكون إلى تفاهمٍ لبنانيٍ، فكانت اللحظة الراهنة مفيدة جداً ومساهِمة في حلحلة المشاكل والخلافات بين المسؤولين في لبنان من التشكيلات والتعيينات من الإستقرَارَين السياسي والإقتصادي، إلى دور لبنان الفاعل على ضوء التطورات والنتائج في المنطقة، لذلك لم نتوقع ولن نجد لحزب الله كما كنَّا نتوقع أن يكون وفيَّاً للوفي،وحليفاً للحليف، ولا يليق بحزب كحزب الله أن يبيع الأعلى بالأدنى، أو يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. دولة الرئيس نبيه بري نحن معك وإليك، فسِّر في لبنان إلى حيث المستقر في الأمن والسياسة والإقتصاد،حمى الله الأوفياء وحمى الله شعب لبنان....