في العام 2003 ضج الوسط الإعلامي بخبر إستقالة السيد نايف كريِّم المدير العام لقناة المنار، والمسؤول الإعلامي المركزي لحزب الله، على خلفية مقال له نشرت في أحد الجرائد اليومية شكك فيها بالشعائر الحسينية ، حيث إنتقد فيها بعض الأساطير والمبالغات العاشورائية.
وقد أثار نشر هذا المقال في حينه ردود فعل قاسية ضد كريّم وصلت إلى حد التهديد بقتله، ما دفع الحزب إلى إتخاذ سلسلة خطوات لحمايته، وإن كانت قيادة الحزب قامت في وقت آخر بإصدار قرارات قاسية في حقه، على الرغم من نشره بيانًا توضيحيًا حول المقال الذي نشره، وتوجيهه رسائل إلى عدد من قياديي الحزب والعلماء لتأكيد أنه لم يكن يقصد الإساءة إلى مراسم عاشوراء أو التقاليد الشعبية أو "الأئمة المعصومين".
وبالنتيجة، فإن تطوّرات القضية وشعور كريّم بالظلم والإهانة دفعاه إلى تقديم إستقالته من الحزب بشكل علني ومغادرة لبنان للبحث عن مصدر رزق جديد.
وتولّى بعدها منصب مسؤول البرامج السياسية في قناة دبي إلى حين عودته الى لبنان العام 2010 لانشاء قناة الإتحاد بإمكانيات متواضعة بدأت ببثها التجريبي في تموز 2011، قبل أن تندمج مع مشروع بن جدو في قناة الميادين. 
ومن ثم تنازل كريّم عن منصبه كمدير عام لقناة الميادين والبقاء كعضو مجلس إدارة نزولًا عند رغبة بعض الوسطاء.
وبعد مرور ثلاثة عشر عامًا على مقالة كريّم والتي تحدث فيها عن الأساطير والمبالغات العاشورائية والتي أدت إلى إقالته من منصبه في قناة المنار وحزب الله، صرح السيد نصرالله في خطبته أمس بكلام  شبيه لحديث كريّم آنذاك عن الذين يشوهون صورة عاشوراء بممارسات لا تمتّ إلى المفاهيم الكربلائية بصلة كالضرب بالسلاسل والجنازير وجر الآخرين كالكلاب (كما يفعل الشيرازيين) فضلًا عن تمثيل  شخصية الإمام علي بثياب تنكرية لأسد (كما حصل في الكويت)، و تساءل عن مكان المطبرين عندما كان الشيعه في خطر و عن عدم رؤيتهم في الجهاد و الدفاع عن المقدّسات.
ثلاثة عشر عامًا مرت على إعفاء كريّم من جميع مهماته ومسؤولياته ومنعه عن الكتابة والنشر والمشاركة في المحاضرات والندوات ومنع عليه الظهور الاعلامي والحضور بإسم حزب الله أو أي من مؤسساته في أي مكان داخل لبنان وخارجه وحظر تعيينه في أي موقع من مواقع المسؤولية مهما صغرت وكل ذلك لأنه نشر مجموعة أفكار وأقوال نقدية منشورة عاد إليها اليوم أمين عام حزب الله حيث قال "وصلنا الى مكان معيب وحزن ومؤلم جداً، يريدون أن يأخذوننا الى عالم آخر.. يجب أن ‏تنتهي البدع في عاشوراء، فلنعد إلى عاشوراء الحقيقية"، وكأنه يعيد إحياء ما قاله كريّم من جديد في مقاله "قاطعوا صناع الأساطير".
فلماذا أقيل نايف كريّم في عام 2003 عندما تحدث عن البدع؟ ولماذا حورب حينها؟