بإرادة عجزت الهموم أن تقتلها وبأمل بالله تجر ام علي عربتها كل يوم لتفف قرب أفران الصفا في المريجة من أجل كسب  قوت يومها بعرق جبينها فتبيع المحارم والسجائر ولا ترضى الا بنوعية المحارم الجيدة لتكسب الزبائن.
منذ سنوات وهي تحاول أن تبحث عن عمل آخر في التنظيفات او في أي مجال يمنحها بعض الكرامة أمام أبنائها الذين يخجلون من وقوفها على الطرقات جاهلين بأنها "تفعل ذلك كي لا تتسول"
هي والدة مسؤولة وزوجها كان مقعدا فوجدت نفسها تعاني من ألم الحياة وخاضتها بكل قوة وها هو الزوج توفي والقدر لم يضحك لها .


تقول أم علي: بعمل اي شي لاطلع من الشارع لو شي جمعية بتشغلني عندها او بقدم شاي وقهوة ما عندي مشكلة" فرغم التجاعيد التي رسمتها الحياة والمشاكل على وجهعا لا زالت تتمتع بطاقة من أجل العمل.
لم تترك مكانا لم تقصده ولا شخصا من ذوي المراكز الا ما ترجته لكن الحظ أقفل ابوابه امامها وكأنه يقول لها "يجب ان تبقي في الطرقات وتعيشي تعيسة"


وحين ظنت ان القدر يوم أمس فتح يديه لاحتضانها ولنشلها من حياتها البائسة عندما اخبرتها احدى زميلاتها أن "غولدن بلازا" يطلب عاملات للنظافة لم تصدق الخبر وكأن الحياة عادت اليها فسارعت لنيل الوظيفة المرجوة ويا لسخرية القدر منها فقبلها كانت امرأة شقراء تبلغ من العمر 30 سنة ومعها ابنتها تبلغ 16 عاما سوريتا الجنسية قبلا بالوظيفة فيما تقدمت "ام علي" قيل لها "خلص مشي الحال اخدناهن".


تقول ام علي"ان المرأة تدرس صيدلانية والفتاة عندما سألت عن عمرها اجابت الام 16 سنة بس مش مشكلي بتشتغل كل شي بدنا نعيش"
وكأنهن وحدهن فقط يحق لهن العيش اما ابناء الوطن والمحتاجين "عمرهن ما يعيشوا"


فلماذا نقول أن السوريين يسرقون وظائفنا بينما نحن من نفضلهم على ابناء الوطن؟ 


هذا المقال نضعه برسم وزير العمل سجعان قزي الرجل الذي قال كلمته امام الملأ "الاولوية للبنانيي بالعمل" على أمل مساعدة "ام علي" من قبل اي شخص يقدم لها وظيفة تليق بتكريمها على الصبر.