نزل القرآن في شهر رمضان أو كما تقول بعض الأراء بدأ نزول القرآن في هذا الشهر الكريم وميّز بعض العلماء بين النزول والتنزيل إلا أن المؤكد الظاهر أن القرآن تتدرج في الظهور بآيات بيناتٍ خلال حياة الرسول الكريم ص.
فما هي الآية الأولى في هذا القرآن ؟
قيل... إقرأ.....والآيات الأولى
قيل .....الفاتحة....
ولكن الظاهر من الأمور أن أول آية هي ...بِسْم الله الرحمن الرحيم .....
هذه الكلمات تختصر التوحيد بكلمة الله وتبرز صفات الله الرحمة والرحمانية .....
إنها كلمات تظهر اتجاه هذا الدين الجديد ليشعر المستمع بالأمن والأمان ....
فيلتجأ الى رب السماء والأرض والى جامع الصفات والافعال ويسلط الضوء على صفتين مهمتين هما الرحمة في الدنيا والآخرة...
من هذه الصفتين التي يرددها القرآن والقارىء في بداية كل سورة وعند. قراءة كل آية حيث أمر الله بذلك ....
فمفهوم الرحمة هواول مفاهيم القرآن التي دأب النبي على نشرها وتبليغها فكيف يكون قد جاء محمد بالذبح والقتل والسيف ؟؟؟؟
هذا من غير الممكن من أصله أن يكون النبي جاء بالذبح والقتل !!! .....فإرسال الرحمة الإلهية من قبل الله لهو الدليل الواضح على تحديد اتجاه حركة النبي ....
إذن الشعار الأساسي هو الله الرحمن الرحيم في مطلع كل سورة ومطلع كل آية.....
وفي سورة المزمل .....ذكرت كلمة رحيم وهي من السُوَر الأوائل
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .....
فالنبي( ص) هو الرحمة للعالمين.....والمحسنين والمؤمنين ...
والقرآن هو ....هدى و رحمة .... وآيات الكتاب هدى ورحمة ....
وهكذا لو تأملنا الآيات الأولى والسور الأولى حسب التنزيل لوجدت أن مفهوم الرحمة والتكافل الإجتماعي يحتل حيزاً كبيراً من الآيات .
لذلك إن تحديد اتجاه مفاهيم القرآن حسب التنزيل يساعد العقل الإنساني على كشف الزيغ الذي يحمله الكثير من المسلمين في خفايا عقولهم والتي حجبت النور عن حقائق الأمور ....
وعلى الرغم من هذه الآية من سورة المزمل يقال فيها أنها نزلت متأخرة إلا أن ترتيبها في السورة ووجودها يساعد على ما نود إثباته بإن دراسة المفاهيم القرآنية حسب التنزيل يساعد على توجيه العقل الإنساني في مسار فهم أعمق وأوضح لأغلب المفاهيم والعقائد والأحكام.