تمكنت الأحزاب اللبنانية المتدينة من السيطرة على أماكن العبادة وتبعتها الجمعيات الخيرية وغيرها في إحكام قبضتها على كل ما هو يمت الى الدين بصلة حتى المقابر  ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.

وبدأت المفاهيم الدينية تأخذ حيزها السياسي نحو الخلاف وكأن للصراع على مفهوم خلق القرآن بعث من جديد .
تتميز حركة أمل بأنها تأسست لبنانياً على أيدي لبناني بدون مساعدة اي دولة خارجية وكان الامام الصدر يفهم طبيعة اللبنانيين حيث قال أنها حركة اللبناني نحو الأفضل وأكد على وطنية هذه الحركة الا أن السيد موسى لا يمكن ان يخرج من مرجعيته الدينية بحيث هو رجل دين وخريج حوزة قم وبالتالي هو رجل دين لديه مهام دينية وسياسية .هذا التمايز والتباين بين مرجعيتين دينية وسياسية وحدهما الامام بان العمل الديني والسياسي واحد وهكذا استطاع أن يثبت نظرية  هي ان العمل السياسي للجميع وان النقد السياسي حق للجميع.
الا أن الملفت في خطواته الفكرية المتقدمة أنه أعطى الحق لغير رجال الدين ان ينتقدوا المفاهيم الدينية وخاصة عندما تكلم عن علي شريعتي بعد اغتياله وعن محنة العيد حيث قال في الاولى بأن شريعتي حورب من حكومة الشاه وبعض رجال الدين الذين يظنون أنهم هم فقط يفهمون القرآن والسنة .
والثانية عندما طالب الشعب والمثقفين بتشكيل حالة ضغط بالنسبة لتحديد العيد اي اعتماد التحديد العلمي .
ولعل نظرة الامام الصدر المتطورة دعت الى تهذيب الشعائر الحسينية قبل الجميع بحيث اعتبر التطبير عادة هندية تسربت الى المجتمع الشيعي ولم يقل البتة بأنه شعيرة وعلاوة على ذلك دعا الى الابتعاد عنها وتطوير الجهود للدفاع عن الوطن وهكذا بدأ الامام الصدر حركته التغييرية سياسيا واجتماعيا .
وهذه السنة دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الابتعاد عن الأفعال المخالفة للعقل اثناء مجالس العزاء وتوفير ذلك للدفاع في مواطن الدفاع التي يراها محقة .
وكان السيد الخامنائي قد أفتى بحرمة التطبير وبعض الأفعال الشنيعة حسب ما يراه مناسباً .
فالحركات السياسية الدينية من الخامنائي  ونصر الله   والصدر مؤسس الحركة انتبهوا لخطورة بعض الاعمال والتمثيلية نتيجة عملهم السياسي بأن هناك افعال لا تخدم الحركة السياسية الشيعية قي معترك الصراع.
كما أن الامر لا يقتصر على السياسة بل أن الموضوع بغض النظر عن السياسة هو موضوع جدل فقهي فالناس في اغلبها تعبر كلٌ بطريقته عن حب وهذا ما يدفع للتساؤل لماذا هذا التفاوت في التعبير واحد يبكي ويجزع وآخر يغمى عليه وآخرون يضربون رؤوسهم وقاماتهم وكل ذلك من اجل الحسين .
قد يكون هذا الخلاف المتداول في الاعلام هو خلاف نظريتين في العمل الاجتماعي الاول مدرسة سياسية على مبادئ فقهية  دون التدخل في السياسة على مبادىء التراث الديني والتاريخي فالتطبير ليس الا خلاف فقهي وليس سياسي .
فلا احد ينكر ان الجبهتين لهما جمهورهما ومعتقداتهما الدينية  وحسن نواياهم وحبهم للحسين الا ان في لبنان يجب ان لا يأخذ الخلاف الى مكان يستفيد منه العدو الاسرائيلي، العدو الأساسي لكل الانسانية .