قال الإمام الصادق (ع): " كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان......."
قليلة جدا الأحاديث حول العباس ابن علي أمير المؤمنين فهو العبد الصالح والشجاع البطل والعالم العاقل إلا إننا اذا إعتبرنا عاشوراء معركة خاضها قائدٌ عسكري كالإمام الحسين وفريق قيادي واعٍ ومدرك كالعباس وحبيب بن مظاهر لفهمنا أن هناك خطة عسكرية وإعلامية للمواجهة لذلك من المناسب النظر الى حركة العباس نحو الفرات لتأمين المدد الذي يساعد الجيش الحسيني والمجتمع الكربلائي على الصمود وهو الماء ليشرب الحسين وأهله  وهذه وصية أمير الحروب علي عليه السلام:
"ولدي إذا ملكت المشرعة فلا تشرب وأخاك الحسين عطشان " .
علاوة على قصة الوفاء العظيمة والأخوة المتينة  فإن حركة الإمام محورها  هو  إيجاد حلول ومخارج للأزمة التي وقع فيها فالتحرك العسكري للعباس هو تحرك استراتيجي للحصول على المياه ولكسب الوقت لتحقيق النصر وقناعة البعض بأن الحسين ابن علي هو دافع وحارب من اجل النصر هي مهمة وملفتة للتفكر والتأمل  الجدي  فيجب أن ينظر الى عاشوراء بأنها مشروع نصر مرحلي قبل أن يكون تاريخي وديمومي .
وهناك روايات بأن الامام أرسل أخاه العباس الى المشرعة وحده بل أن هناك رواية تشير الى ذهاب العباس والحسين معاً الى الفرات للتعاون على ذلك واللافت ان الماء حبس عن آل محمد قبل العاشر الا أن  رجالات الحسين كانت تحصل على الماء ولكن ليست بكمية كافية او كان الطقس حار جداً يفرض ظروفاً صعباً على المتحاربين .
وكان الحسين يطمح بالنصر العسكري المباشر حين خاطب الله سبحانه بالدعاء: "إن كنت حجبت النصر عنا.."
فالإمام الحسين مشروع نصر في ذلك الوقت كم هو الآن مشروع نصر على مر الزمن.
فالماء كالنفط في زماننا يعتبر من شروط النصر والانتصار في اي حربٍ كانت.
ودراسة حول أهمية المياه في الحروب القديمة والحديثة تظهر لك كم أن حركة العباس استراتيجية لتحقيق النصر .
فالسلام عليك يا ابا الفضل.