انقسم المسلمون إلى فِرَقٍ متعددّة، ولكنّ طابع التشيّ والتسنن غلب على أحوال المسلمين فكان الشيعة هم الفرقة الموالية لعليّ عليه السلام بينما أهل السنة والجماعة يتشيعون للصحابة .
إلا أنّ هذا التقسيم لم يكن بهذه الحدة على عهد رسول الله وإن كانت هنا إشارات لذلك والأمر الخَطِر حصل بعد ثورة الناس على الخليفة الثالث عثمان بن عفان....
انتبه أهل البيت عليهم السلام لهذا الانقسام وسعَوا بكامل قواهم لدرء الفتنة ودأبوا على تصويب الأمور نحو القرآن والسنة.
فاستراتجية آلِ محمد كانت على عدّة محاور بالنسبة للتعدد المذهبي والعرقي.
في حديث الإمام الحسين  في عاشورء يقول: "إن كُنتُم عربا كما تزعمون ...". يغلب على قُرّاء العزاء بأنّ هذه الكلمة عُرباً، ولكنّ المعنى لا ينسجم مع واقع المقال فهي على الأرجح عَرَبًا ...
أي أنّ الحسين يخاطب العرب وشيَمهم لعلّ أحدًا يسمع صوت الشهامة والمروءة. وفي هذا مفهوم سياسي واضح بأنّ العرب والفرس كانوا قوتان متواجدان تتصارعان .
وعلى الرّغم من أنّ الحسين عليه السلام عربيّ، وعلى أغلب الظن أنّ جميع الذين استشهدوا معه عرباً من ناحية العرق إلا أنه أراد أن يلفت انتباه العدو وتوجيه البوصلة نحو موضوع غاية في الأهمية، بأن حتى عادات العرب في الجاهلية لا تفعل ما تفعلون، وإن كانت تهمّكم مصلحة العرب السياسية والاجتماعية يا عمر ابن سعد ومعسكر ابن زياد فلماذ تقتلون ابن بنت نبيكم العربي؟ 
ولعلّ كلمة عربي كانت تعني المؤمن في ذلك الزمن بالمفهوم الديني والسياسي فيكون المعنى: إن كُنتُم مؤمنين كما تزعمون .
وإن طرح مصطلح عربي في عاشوراء له الدليل الواضح بأنّ أعداء آلِ محمد أرادوا إخراج آل محمد من العروبة ومن الإسلام ليسهّل قتلهم وتشريدهم، ومن هنا نستطيع فهم دور زينب وخطبها. وهناك أحاديث عديدة تبيّن بأنّ آل محمد يركّزون على انتسابهم العربي بلفظ عربي لأنّ هذا المصطلح كان سياسيا ودينيا .
وتركيزهم على أنهم هم أهل الإسلام وحصنه المنيع يُظهر مدى وعمق الهجوم الذي شنّه أعداءهم لتكفيرهم وإخراجهم من ملّة محمد على أنهم لا يصلّون ولا يصومون اتّهامًا باطلا وزورا !!!!
ولكنّ ما لفت انتباهي هي أحاديث تطرح مفهوم انتحال التشيّع وهي كلمات واردة في روايات؛ قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام
" ما أنزل الله من آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع ". 
وقال أيضا : 
" إن ممّن ينتحل هذا الأمر ليكذب حتى إنّ الشيطان ليحتاج إلى كذبه " . 
بالطبع هو يستخدم مصطلح انتحال التشيّع، أي يقولون نحن شيعة ولا يفعلون ما أمر الله ومحمد وآل محمد فولاية آل البيت هي من أهم ما يفكّر المرء به وتقوى الله تعني التشيّع بمفهوم الإمام عليه السلام. فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله، فالتقوى هي محوريّة الفكر الذي يتبناه محمد وآل محمد، هو الاسلام الصافي من الظلم، وهكذا يضع الأئمة قانوناً واضحاً للمسلمين ألا وهو تقوى الله فلا مَن تقرّب إليهم بالحب دون العمل يخرج من هذه القاعدة ولا من ابتعد عنهم بالشكل يخرج من هذا التقدير.. ألا وهي كلمة التقوى ...
السلام عليك يا أبا عبد الله.