سورة البينة ...لم يكن .... القيمة.....



انها تسميات مختلفة لسورة واحدة يذهب أغلب المفسرين على أنها مدنية ويدلون بحججهم لان السورة تتكلم عن أهل الكتاب والصلاة والزكاة ويقولون أن القرآن المكي لم يذكر أهل الكتاب بالكفر وأن الزكاة لم تفرض إلا في المدينة.....،
ويقول آخرون بأنها مكية .... وهي تحتمل المكي والمدني كما يقول السيد الطبطبائي .....
لم يكن الذين كفروا ..... هي مجموعة كفرت بماذا ؟؟؟؟ لماذا وصفها بالكفر قبل أن تأتيهم البينة والعلم ؟؟؟؟؟؟؟
بل البينة الأولى هي كتاب التوراة والانجيل والصحف الاولى فأتى عليها التحريف فقام بعض الناس بالكفر إما بأصل الكتاب والحقيقة الواضحة أو فئة ثانية كفرت بما آلى اليه الكتاب من التزييف والتحريف فيكون الكفر في الآية مدحٌ او موقف حيادي وليس ذم بحيث تساوى الذين كفروا والمشركين أي أنهم باقون على موقفهم الذي هو الكفر بما هو سائد في المجتمع الجاهلي فالانفصام والانفكاك عن أرائهم ومعتقداتهم يتطلب بينة جديدة قوية وواضحة ....
وهكذا المجموعة الاولى هي كافرة بما كان عليه أهل الكتاب اي هم النصارى واليهود أي مجموعة ثائرة على المجتمع الديني آنذاك المتمثل بأهل الكتاب وهم منهم من بيئتهم والفرقة الثانية هم المشركون ......
فكان لا بد من بينة فهولاء صامدون على ما هم عليه لا يغيرون موقفهم الا بحجة وبينة .....
عندها طرحت السورة الحل لهؤلاء ها هو الا وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله بينةٌ ناطقة إنسان حي ليجادلهم بالمنطق القرآني فحاجة هؤلاء هي شخصية ناطقة مع علمٍ مكتوب أي قرآن ناطقٌ ووحي منزل. ... فالبينة بحاجة الى عنصرين عنصر القائد والمبلغ أي الرسول ....
والعنصر الثاني الدستور الطاهر المطهر العادل أي الأفكار الخيرة والصالحة والأحكام المحكمة .....
فالبينة الأولى هي الرسول والقرآن والعلم الالهي .....



الدكتور حسان أمين الزين.