على قناة "الصراط" و"الثقلين" يتمايل "السيد سامي خضرا" شارحاً نصوصاً إسلاميةً، بطريقةٍ مأخوذة من العلوم العصرية،وبحركاتٍ مشابهة لحركات الأستاذ المدرسي أو الجامعي، إيحاءاً منه بأنه يمارس التمدن والتطور العلمي في الشروحات المتعلقة بالنصوص الإسلامية والدينية، بالأمس القريب كانت الحلقة على اللوح في صف السيد سامي خضرا التلفزيوني محصورة بعناوين متعلّقة بلباس "التشبه" وقد رسم بهذه العناوين خارطة كاملة من الفروع المحورية والمتصلة به، إضافة إلى تقارير معدَّة سلفاً من جمهور المتدينين حول لباس الحشمة، وعدم التلبس بالزي الأجنبي كونه كافراً، وبعدم تلبس الرجل بلباس المرأة، وكذلك العكس، كون هذا اللباس لباس "شبهة وتشبه" ويصبح الرجل- بحسب وصف السيد- يطلق عليه رجل خنثى وكذلك المرأة، مع أنَّ مفهوم الخنثى بحسب الإصطلاح غير ناظر إلى اللباس بل إلى وضعه الآلي ...ما أثار حفيظتي هو الإستخدام الخاطئ للنص الديني،أو أنه يفسِّر الآيات والنصوص بالطريقة التي لا تخدم العنوان،ولكنها تُستخدم لتبرير وجهة نظره في اللباس،كما أنه يستحضر الروايات التي تُسهم في فهمه للباس،ولأنه مختص في الأزياء الإسلامية،ولذا راح يُشرعن الفضفاضي في الثوب معتبراً أن الفضفاض وحده يليق بالنساء، وهو وحده اللباس الشرعي،لأنه يستر ولا يظهر عورات النساء..طبعاً فقهاء المذاهب الإسلامية يفتون بما يتبناه الأستاذ سامي، ولكنهم لا يدخلون في التفاصيل التي يدخل بها وفيها وكأنه خيَّاطٌ ماهر يُمسك بالمقص والإبرة والخيط ليُفصل للنساء ولباسهن على مزاج ذوقه.. لفتني أنه إستعرض روايات تتوعَّد بالعذاب الشديد والعقاب الأليم وبالنار التي تشوي الوجوه لمن تشبَّه باللباس للرجل أو المرأة، وبخسف الأرض تحت أرجل المتشبِّه إذا أراد المرء منهما أن يتشبَّه بغير اللباس الشرعي الفضفاضي الواسع ذات الألوان المتعمة والمظلمة، وكذلك حال الذي يلبس لباس يفتخر به،فهو الآخر مقطوع الرأس ومخسوف به الأرض، - من أراد الرجوع إلى الروايات في الصدد فهي موجودة في المصادر المقررة – ولم نذكرها لكثرتها وإطالتها- وكأنَّ الله سبحانه وتعالى لا شغل له سوى مقاضاة من لبس ثوب مفخرة أو من إرتدى سروال شهرة،تاركاً فرعون وهامان وقارون، وكل الفراعنة والإباطرة والقياصرة والأحزاب التي تسفك الدماء وتدمر البلاد والعباد وتهلك الحرث والنسل، وتزهق أرواح الخلق، وترهق الإنسان بالذل والإستعباد والإستبداد والقهر والظلم والفقر والمرض والجوع والخوف، وطبعاً هنا "إله" السيد الأستاذ خضرا "إلهاً" عاطلاً عن العمل شأنه معاقبة التصاميم والأزياء ليحاسب عليها من كان مقاسه ولباسه يسوقانه إلى مشنقة من مشانق الله المعلَّقة..إنه رب العالمين وأرحم الراحمين.