ظننتُ وبعض الظنِّ إثمٌ، إنَّ الشيعي الإصلاحي يحمل إرادة خيرٍ للطائفة والوطن، وفاتني أنه نسخةٌ طبق الأصل عن السائد ،وتبيَّن لي وبعد تجربةٍ مرَّةٍ معه بأنه أسوأ بكثير بمن  قام عليهم ،لإستفرادهم في سلطةٍ لو وصلت إليه لقتل وقاتل من أجلها ،كما يفعل المحيطون بها بالأظافر والأسنان....

مشيتُ مع صحوة الإصلاحي تماشياً مع ما تعلَّمته في كتُب الدين وسيرة الأئمة من أهل البيت(ع) وكنتُ مع الإمام علي (ع) في قوله لولديه الحسنين(ع) "كونا للظالم خصماً ،وللمظلوم عوناً"..وحاصرتُ نفسي بسجنٍ إصلاحيٍ صغيرٍ ودفعتُ أثمان ذلك كلفةً كبيرةً من بيئةٍ لا ترحم ،وأحزابٍ لا تُمالح من يختلف معها،وتتعاطى معه على أنه عدوٌ مبينٌ..

وبعد أكثر من عشر سنواتٍ قضيتها في سجن الإصلاح لصالح قيادات شيعية إستفاقت فجأةً ولدواعي شخصيةٍ من آثام أمراض الطائفة وإنتماءاتها وإلتزاماتها السورية والإيرانية،وقامت قيامتها على قيادات الطائفة من الذين ورَّطوا الطائفة الشيعية بحروب داحس والغبراء، فهالنا ما سمعنا،وطربنا من أٌقوالٍ وجدنا فيها ما يقنع العاقل بضرورة النهوض والإستنهاض والإعتراض بحسب الإستطاعة على مسار طائفةٍ تتجه ومتجهة نحو الإنهيار...

وكلما مرَّت الأيام تكشَّفت لنا صالح الأقوال وسوء الأفعال،بأن المعارض الشيعي من دعاة الإصلاح والتغيير، هم يحملون في بطونهم بذوراً أسوأ بكثير من بذور الشَّر المستطير في السَّائد الشيعي، وكان همهم تحصيل المال للأولاد والخلاَّن،ومنهم من يحفر في قبور تربتنا لإئتمام صفقته الرابحة ولتحسين أوضاعه الشخصية ماديَّاً ومعنويَّاً..

هنا لن أدخل في التفاصيل لأنها مُرَّة وستمنح السَّائد الشيعي الأسباب الكافية لبقائه على ما هو عليه،دون أن يُعير إهتماماً لمواقف تحتاج إلى إعادة نظرٍ وتصويبٍ فيما يتصل بالداخل والخارج معاً...

ولكن أقول وبقلبٍ مطمئنٍ إنَّ الثنائية الشيعية الحاكمة لهي بهذا الإعتبار أفضل بكثير من دعاة الإصلاح الشيعي رغم قلَّتهم والذين لا يتجاوزون كرموز أصابع يدٍ واحدةٍ،وهم كأفرادٍ كثيرون جداً ولكنهم محاصرون،وقد إجتمع عليهم الجميع من قومهم ومن غير قومهم، والكل يتعاطى معهم بطريقة مزرية،لأنهم رفضوا أن يكونوا تَبَعاً أو تُبَّعاً لزيدٍ أو عمروٍ،وفضلوا حرِّيتهم على سجنهم سواء في قفص الإصلاح أو في سجن السَّائد..

هنا أقول للثنائية الشيعية،مسكينةٌ أنتِ ؟

لماذا خفتِ من شيء يُشبهك تماماً،بل قد تكونين أفضل منه بكثير،إذ أنكِ تملكين ما لا يملكه الآخرون،وحريٌّ بكِ أن تدافعي عن ما تملكين بطريقةٍ غير عقليةٍ في حين أنَّ دعاة الإصلاح السياسي الشيعي الديني يتقاتلون بشراسةٍ وبلؤمٍ ،وهم لا يملكون إلا رصيد آخر الشهر،وهم بمواقفهم هذه يدعمون الثنائية الشيعية من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون ، وحسبنا الله إنه نعم المولى ونعم النصير..