لم يعد خافياً على أحدٍ بأنَّ الدول العظمى تعمل تحت أجندة مصالحها،وهذا أمرٌ طبيعيٌ لا يحتاج إلى مؤنةٍ زائدة، لكن أن تستغل بعض الدول كإيران مثلاً ورقة الشيعة وورقة التشيُّع للتدخل في الشؤون العربية،فهذا الأمر ليس طبيعاً ،وبالتالي يحتاج إلى توقف من كل أحد، لأنَّ إيران اليوم تطرح نفسها على أنها الدولة الوحيدة التي يحكمها المذهب الشيعي،ولهذا تعتبر نفسها من واجبها الدفاع عن الشيعة في أي مكانٍ وفي أي مصرٍ من الأمصار، من هنا ينبغي أن نطرح السؤال؟ ممن يجب حماية الشيعة؟ وضدَّ من..؟ وهل الشيعة العرب في أوطانهم بحاجة إلى حماية من دولهم؟ وهذا السؤال أيضاً يطرح على السنة العرب،فهل يجب حمايتهم من إيران؟..

أليس السنة العرب والشيعة العرب في أوطانهم ودولهم هم مواطنون متساوون في ممارساتهم وحقوقهم..نعم هذا بالفعل ما هو حاصلٌ في كل بلد وفي كل دولة،لأنَّ الشيعي العربي والسني العربي عندما يشعر الواحد منهما بالمواطنة والإستقرار، وبممارسة الشعائر الدينية، ويمارس الحرية ويشعر بالمساواة،فإنَّ هذا الأمر لم يعد يتطلَّع إلى حمايته ومساعدته من الخارج، لنيل حقوقه وواجباته،بل على العكس من ذلك يجب أن يتصدَّى لأي تدخل خارجي ويبقى ولاؤه لدولته وعروبته..نعم لو كان الأمر بعكس هذا،يعني أنَّ الشيعي في أي بلدٍ لم يحصل على شيء من حقوقه وواجباته ولم يمارس حريته،وكذا السني،هنا يجب العمل وبالدرجة الأولى للسلطة والدولة أن تعمل لحماية كل مواطنيها والعمل على تعزيز الحقوق المدنية والدينية،حينها تكون البديل لأي طرح من أطروحات الطائفية والمذهبية، وهذا الأمر يتفاوت من بلدٍ إلى بلدٍ، من حيث درجة الحرية والحقوق "سُنَّة  وشيعةً"...

من هنا تستغل بعض الدول وبعض الإيديولوجيات شعارات مذهبية وطائفية لذريعة التدخل في شؤون الآخرين، حتى إسرائيل العدو إستغلت الديانة لتعبئة كل يهود العالم نحو أهدافها الصهيونية، وكذلك ما نراه اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية الديكتاتورية التي رفعت شعار تحرير فلسطين، وقمعت كل الحريات تحت هذا الشعار،وعبثت بكل السلطات لتبقى جاثمة على صدور ورؤوس شعوبها بحجة التصدي لتحرير فلسطين،وما أدارك ما فلسطين،فمشكلة إيران وبعض الدول العربية والخليجية هي مشكلة في السياسة وليست في التشيع والشيعة والتسنن والسنة، بل إستخدام هذه الورقة الرابحة وإستخدام الدين والطائفة من أجل النفوذ والمصالح السياسية..