اليوم يوم تاريخي وسعيد للشعب الإيراني وبل المنطقة برمتها حيث سيعلن بعد ساعات قليلة من الآن دخول المخطط الشامل للعمل المشترك حيز التنفيذ مما يعني بأن أكثر الملفات الدولية خطورة بعد الحرب العالمية الثانية تم حله عبر الديبلوماسية والمفاوضات وليس عبر الحرب و الدمار.

وخلال تغريدته في تويتر أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن اليوم يوم تنفيذ الاتفاق مضيفاً بأنه " حان الوقت لكي يتضامن الجميع - خاصة الشعوب الإسلامية- من أجل إنقاذ العالم من شرّ الإرهاب".

منذ اليوم سترفع جميع العقوبات المرتبطة ببرنامج إيران النووي وأهمها العقوبات المصرفية التي قد قطعت جميع الاتصالات بين البنوك الإيرانية وبين البنوك الدولية، ويتم الإفراج عن عشرات ميليارات دولاراً من عوائد إيران النفطية المجمدة في البنوك الأوربية والصينية والهندية والكورية، كما يرفع العقوبات عن الملاحة الإيرانية التي تمتلك عشرات من البواخر وتُعتبر من أكبر شركات نقل النفط في العالم، كما سبق الرئيس أوباما الإعلان عن تنفيذ المخطط الشامل للعمل المشترك بتوكيل وزير خارجيته جان كيري مهمة السماح لإيران بشراء طائرات ركاب أميركية.

داخلياً ترك الإعلان المرتقب عن تنفيذ المخطط الشامل للعمل المشترك آثاراً إيجابية على بورصة طهران التي شهدت قفزة نوعية خاصة أسهم البنوك وشركات البتروكيمياويات التي تتيح الوضع الجديد لهم مجالاً واسعاً للعمل خارج الحدود.

كما شهد سوق العملة الأجنبية تراجعاً لتلك العملات مقابل الريال الإيراني، مقارنة مع يوم الخميس الماضي. هذا بالرغم من أن سعر النفط يواصل تراجعه ويبدو أن السبب في بطء تراجع الدولار أمام الريال الإيراني هو انخفاض عوائد إيران النفطية، إذ إن تزايد حجم تصدير النفط لم يعد يجدي نفعاً في ظل تدني أسعار النفط وعودتها إلى ما قبل 13 عاماً أي 29 دولاراً لكل برميل. ولكن باب الأمل بمصراعيه يبقى مفتوحاً أمام إيران، إذ إن الدول والشركات الأوربية ترى الكثير من المجالات للاستثمار في إيران من مجال النفط والبتركيمياويات إلى الطرق والمواصلات والاتصالات والسياحة وصنع السيارات وما إلى ذلك، بعد ما يقرب على أربعة عقود من المقاطعة.

وهذا ما يقوي أمل الإيرانيين بمستقبل واعد وزاهر. وبينما تسعى المملكة السعودية لتحريض العرب بقطع العلاقات السياسية مع إيران، ولكن هناك طابور طويل من الأوربيين واقفين في الدور للسفر إلى إيران والبدء بالمفاوضات مع الشركات الإيرانية، ويفوق حجم التواقين للسفر إلى إيران من السياسيين والاقتصاديين والتجار الأجانب، مقدرة إيران على استضافتهم، وفق الرئيس حسن روحاني الذي سيتحدث مع الشعب حديثا متلفزاً مباشراً خلال الساعات المقبلة.