دائماً تستوقفني هذه الآية الكريمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس) واقعياً في هذا الزمن ليس لها مصداقاً،بل هي أسوأ أمة، هنا لا أريد أن أحسب الأحداث والأوضاع التي تمر علينا في كل يوم، وما يحدث على أرضنا ومجتمعاتنا ودولنا وعالمنا العربي والإسلامي، بدءاً من فلسطين إلى معظم الدول العربية والإسلامية حتى دول الخليخ، فالكل يعرف، وسأتجاوز كل نشرات الأخبار اليومية التي تضيف مآسي إلى قوائم مآسينا وجراحاتنا والآمنا..بالإضافة إلى آية كريمةٍ أخرى (أشدَّاء على الكفار رحماء بينهم) واقعياً في زماننا لا مصداق لها إلاَّ العكس، نرى أشدَّاء على بعضهم،ولا غرابة فيما لو قلنا رحماء مع الأعداءوالأقوياء،..منذ أكثر من أربعين سنة ونحن نعقد المؤتمرات الإسلامية والعربية وندعوا في كل اللقاءات وفي الصلوات اليومية ونتوجَّه من على المنابر بالدعاء إلى الله تعالى أنَّ يمنَّ علينا بتحرير فلسطين والمسجد الأقصى وأن يدفع عن شعبها بطش العدو الإسرائيلي وجرائمه المتوحشة وأعمالها العدوانية والإجرامية بحق شعب وأرض فلسطين، وإلى الآن لم نرَ الإ تعقيداً ورعباً وتخويفاً، والإجابة لم تتحقَّق بعد!!! حتى أصبحت لدينا قائمة من الأدعية نمتلكها ونفرغها حتى إذا فار التنور علينا، ونُضيف عليها قوائم أخرى من بعض الترانيم والصلوات، فبعد الدعاء لفلسطين توجَّهنا بالدعاء إلى ما يجري في بلادنا الإسلامية والعربية من قتلٍ وذبحٍ وتهجيرٍ وفقرٍ وموتٍ وذُلٍّ،وأضفنا إلى القائمة دعاء السياسيين والسياسة لجوع الجائعين ومأوى للمشردين وفكِّ أسرى المأسورين،وأن يرفع دعائهم الظلم عن المظلومين،حتى تحوَّل الدعاء إلى واقعنا اليومي بأن يرفع عنا القُمامة من شوارعنا، وتوجهنا بالترانيم والصلوات بأن يصبح لدينا رئيساً للبلاد،وأن يخفض الأسعار من البنزين والمحروقات إلى سعر الأكل والمؤكولات،وبتأمين فرص العيش والعمل،وأن يُنجينا من الآتي الأعظم..فهذه القوائم من الأدعية نرفعها في كل يوم إلى السماء، ولم تتحقَّق الإجابة بعد!!فلا يحسبني القارئ أنني أنكر الدعاء،قال الله تعالى(إدعوني أستجب لكم) فالذي أنكره واضح هو خمولنا وكسلنا وفشلنا وجهلنا وجبننا وأنكر عدم محاسبة الولاة والمسؤولين،وللأسف ونحن في مصائبنا وهمومنا وأحزاننا ندعو لهم بطول العمر،ولهذا أوهمونا أن ولاتنا هم من البشر وأنَّ دعائنا لهم بالصلاح والتوفيق مرهونٌ على إستجابة السماء...منذ أكثر من أربعين سنة وصلنا إلى قمة الفشل والإهانة البشرية على كل الأصعدة فكرياً ودينياً وعلمياً وعملياً ،واكتشفنا أنفسننا أننا أمُّة تتراجع إلى الوراء وما بعد وما بعد الوراء، وما زلنا ننتظر ونصدِّق حكايتهم وروايتهم حتى توقفت عجلة قطارنا ونحن ننتظر وما زلنا ننتظر، وعدونا إلى تقدُّمٍ وتطورٍ وما زلنا نلقي المسؤولية بكل ما يجري حولنا إلى السماء، بينما العدو يُلقي فشله إلى نفسه ويحاسبها ويعالجها ويتقدَّم نحو الأفضل، وبقيت الأمة الإسلامية مشغولة بالدعاء وبقينا ندعوا ولم تتحقق الإجابة بعد!! فمن الطبيعي أن نتجه لمحاسبة الولاة والزعماء الذين هم سبب المصائب والفواجع،فإذا لم نقدر عليها تبقى هنا مسؤولية السماء، إنها صرخة...فإكملوا القراءة والدعاء والترانيم بهدوء