عند مفترقات الطرق يضيع حزب الله وتخون قيادته نباهة النبيه ويصبح يتيماً يحتاج الى من يمسح عن رأسه ثقل اليُتم و يأخذ بيده الى الصراط السياسي الذي وفد اليه زائراً على قدمين مربكتين لأنه لا يُجيد المشيّ خارج المحاور والأنفاق والتلال ووعورة الوديان .

هكذا يرى الكثيرون من الواصفين لحزب الله من الداخل والخارج لاعتبارات عديدة ومنها عدم توفر الكادر السياسي المناسب للحزب نتيجة أن الحزب كان آخر العنقود في السلّة الحزبية اللبنانية اذ أن الأحزاب اللبنانية قد ضمت اليها كوادر وقيادات العمل الحزبي ولم يتسنَّ لحزب الله الفرص الحزبية التي كانت متاحة للعلمنة اللبنانية أكثر من المذهبية الصاعدة بدرجة سريعة كانت التحديات تتطلب وفرة لا في النخبة لذا لم يهتم الاسلاميون بالمثقفين بقدر اهتمامهم بالتبليغين كصناديق بريد متنقلة خدمة للصحوة السياسية الاسلامية .

في العودة الى الحدث الرئاسي صم حزب الله أذنيه عن اسم المرشح الرئيس الحليف سليمان فرنجية لا باعتبار أن مرشحه الأول والأخير الجنرال ميشال عون تنفيذاً لوعد قطعه الحزب على نفسه بل انسجاماً مع دوره الطليعي لمرحلة من أصعب مراحل لبنان اذ أن الخروج السوري من لبنان حمّل حزب الله مسؤوليّات ضخمة وكبيرة بدءًا من الدولة  والمجتمع المدني وصولاً الى الآثار المترتبة على خروج السوريين من مسؤولية السيطرة المباشرة على لبنان ووقوفاً عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومضاعفات القتل على الحزب مباشرة وعلى البلد والمنطقة . كما أن مجيء الربيع العربي ومن ثمّ الأزمة والحرب المفتوحة في سورية ومشاركة المقاومة فيها دفعت بالحزب الى دور ريادي تجاوز فيه حدود دوره الطبيعي .

هذا الدور الكبير لحزب بات فجأة بحجم دولة وضع حلفاءه تحت سيطرته وأعداءه داخل سطوته وأطبق بذلك على البلد كسلطة ومجتمع وبدا متحكماً في سياسات لبنان وفي استحقاقاته وكل القوى تنتظر قول قائده لمعرفة ما يتوجب عليهم فعله وبعد أن عطل الحزب الاستحقاق الرئاسي لصالح الجنرال ميشال عون لسنوات كضغط منه محلي وخارجي حفر له حلفاؤه وأعداؤه حفرة فرنجية لاسقاطه من جهة ولتهوينه من جهة وتلقيمه درساً بليغاً في السياسة التي تتحرك وفق تقاطعات تجعل من الثابت متحركاً ارتباطاً بأحوال الطقس الاقليمي والدولي .

هذا التقاطع الدائم بين بري وجنبلاط والحريري استدع فرنجية الى مواجهة مع حزب الله مع المسيحية المتطرفة اذا ما اختار الاعتدال الذي تراه المملكة العربية في النائب سليمان فرنجية والزم حزب الله بالصمت الذي لا يشبه تنك الجنرال ولا الماس النبيه ..