بسبب الظروف والأحداث والتطورات التي عصفت بالمنطقة ، بدءاً من العراق واليمن وسورياً ، ومروراً إلى لبنان ، والحركات الأصولية والسلفية ما زالت تنمو وتتكاثر مثل "السولخوز والكولخوز" وأنتم أيها الآذاريون ما زلتم تشرِّعون الجريمة بحق هذا الشعب ، عبر قوانينكم "المغيطية" وبقوانين مسربلة بسرابيلكم البالية ، وما زال الهرج والمرج بدءاً من رئاستكم وإنتهاءاً بنيابتكم ، يعلو على ولولة الجراح والدماء ، وموت الأبرياء وفقر الفقراء والمحرومين ، وثكلى الأرامل واليتامى ، وعويل عوائل الجرحى والشهداء..

منذ أن عزفتم بأوتار الإستقلال وإلى يومنا هذا ، وأنتم تجبلون أجيال اللبنانيين بالقهر والحرمان والفوضى ، وبوعودٍ في عالم غيبٍ مجهولٍ، وبتمُّ بالحرص على تدجينهم بكل أشكال البغض والكراهية ، والعبث بمصيرهم وبمقدراتهم ، حتى بات يعيش الحرب والدمار المفرغيين من أي طموحٍ مستقبليٍّ، وعلَّقتم في عقله ووعيه ، ليس لكم أي خيارٍ "فالبحر من أمامكم والعدو من خلفكم" ماذا تقصدون؟

في كل يومٍ يصحو ويغفو على صور القتلى والتفجير، فأصبحت هذه الصورة مألوفة عنده ، وصارت طبيعية في حياته اليومية، بيد أنكم تعلمون بهذه النتيجة الحتمية التي فرضتموها بممارساتكم التي عصفت بإتجاهٍ واحدٍ ، وهي كمِّ الأفواه وكبت الحريَّات، كي لا يُتيح لأيٍّ فردٍ أن يفكِّر إلاَّ بالخط الذي رسمتموه له ، والذي فرضه قانون المصلحة بينكم ، ولو على حساب موت الشعب اللبناني ...

حرامٌ أن يحمل هذا البلد بشعبه وجع الثكالى والمعذَّبين والمشرَّدين ، ودموع الحزن والوجع والألم،وأنتم محصَّنون في قصوركم تتلون ترانيم الدعاء وخشوع الصلاة، أنتم وعيالكم وعشائركم، وأموالٌ إقترفتوها من دماء هذا الشعب، فأنتم تعيشون كما السوسة التي لا تعيش إلاَّ على ماء الحياة ...

فأنتم لكم الحياة والمآكل والمشارب على حساب الشعب، ولهذا الشعب النكبات والحسرات،التي تحجَّرت في المآقي،وغصَّت بها القلوب والنفوس والأفئدة، لتروي تراب هذا الوطن......إتقوا الله في أوطانكم.