لا بد لنا أن نصحو ونراجع نداء القلب والضمير، لا سبٌّ ولا لعنٌ ولا ظلمٌ ولا تحريضٌ ، لا لإرضاء أي عدوٍ من أجل تمزيق الوحدة والأمة الإسلاميتين ، وهدم أسقف منازلنا ووحدتنا ووطننا وقتل أنفسنا بسيوفنا وسكاكيننا وخناجرنا ، وعدونا واحدٌ يتربَّص بنا الدوائر، يا عقلاء السنة والشيعة، إنزعوا فتيل الإحن ، وإطفئوا نار الفتن ، ولا تزيدوا الأمة محناً على محنٍ ، فكفانا جراحاً وتمزيقاً وتباغضاً وتكفيراً لبعضنا البعض ، يكفينا من المصائب والبلاء، والصهيونية تتربَّص بنا وتخطط لإجتثاننا ..

لم نقرأ في سيرة أهل السنة والجماعة من يبغض أهل البيت(ع) فإنهم يبرؤون إلى الله تعالى من يهوَّن ويسيء إلى عترة رسول الله ،أو يتعرَّض لهم أو يسبَّهم، بل على العكس من ذلك فإنهم يتوددون بهم ويسمون أبناءهم بأسمائهم ، وهذا شيخهم وفقيههم شيخ الإسلام "إبن تيمية" في مجمع الفتاوى يقول: "وأما مقتل الحسين (ع) فلا ريب أنه قُتل مظلوماً شهيداً ، كما قُتل أشباهه من المظلومين الشهداء،وقتل الحسين معصية لله ورسوله ممن قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة أجمعين" وفي مورد آخر قال :

"الحسين قُتل مظلوماً شهيداً ،وقتلته ظالمون معتدون"وعن محبَّة أهل البيت(ع) قال:"محبَّتهم عندنا فرضٌ واجبٌ،يؤجرُ عليه،فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال:خطبنا رسول الله(ص) بغديرٍ يُدعى خمَّاً بين مكة والمدينة،فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي،أذكركم الله في أهل بيتي" ..

وعن بغض أهل البيت(ع) قال الشيخ ابن تيمية"من أبغضهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً" ، إلى قوله: قديماً كان بنو أمية ولاة البلاد،فالبعض من بني أمية ينصب العداوة لعلي(ع) ويسبُّه،وأما اليوم فما بقي من أؤلئك أحداً" ، فلا يُعقل أن يكون مقتل الحسين عند أهل السنة يوم فرح وسرور، ولعل هذه الشبهة ناتجة عن إستحباب الصوم في يوم العاشر من محرم، تيمناً برسول الله (ص) عندما قَدِم المدينة بعاشوراء وكان اليهود صِيام،فسألهم عن ذلك؟

فقالوا:هذا يوم أغرق الله فيه فرعون،ونجَّا فيه موسى وبني إسرائيل،فقال النبي(ص) : نحن أولى بموسى منكم،وإني لأحتسب هذا اليوم ذنوب العام السابق له،فصامه، وأمر المسلمين بصيامه..ويُقال أنَّ قريش كانت تصوم هذا اليوم وعليه أمر النبي(ص) بصيامه حتى فرض رمضان فقال: من شاء فليصمه،ومن شاء أفطر"..

وهذا كله قبل واقعة كربلاء وإستشهاد الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه..ولهذا صادف إستشهاد الإمام الحسين(ع) في مثل هذا اليوم، فإنهم عندما يصومون ويحتفلون بهذا اليوم لا لأنه قُتل الحسين(ع) وإنما هو يوم سنة شرَّعها النبي محمد(ص) .