تبدأ السنة المدنية عند اليهود في أول شهر من الشهور عندهم هو شهر (تشرى).. وتبدأ السنة الدينية في شهر نيسان، وهذا اليوم عندهم يسمَّى (عاشور) لوقوعه في العاشر من الشهر، وأيضاً يسمَّى بيوم(كبُّور) أي يوم الكفَّارة ، ويوجبون فيه الصوم ، راجين من صومهم بهذا اليوم التقرُّب إلى الله تعالى، ليكفِّروا عنهم ما إقترفوه من ذنوب وآثام وخطايا وسيئات في أثناء العام المنصرم..

وما روي في التاريخ اليهودي أنه قد جاء أمر اليهود بتعظيم هذا اليوم وصيامه وعدم مزاولة الأعمال فيه، وبزعمهم أنه لم يُفرض عليهم من الصيام إلاَّ صوم هذا اليوم ، وأما الأيام الأخرى التي يصومونها يعتبرونها صوم نافلة ، وهذا ما ورد في عدَّة فقرات من أسفار توراتهم ومن عهدهم القديم .

وهذا ما يتفق فيه شهر محرَّم مع عاشوراء اليهود من أنَّ كليهما عاشر يوم من أول شهر من السنة ، وإن كان العاشر من أول الشهر من شهور السنة العبرية ، وقلَّما تجد ما يتفق ميقاته من أول الشهر من الشهور السنة العربية،والسبب في ذلك أنَّ السنة العبرية – قمرية – شمسية – ومقدارها إثنا عشر شهراً قمرياً ،ويزاد عليها كل ثلاث سنين شهراً ،ويسمّى آذار الثاني لتساير السنين الشمسية ،أو تقرب منها، على حين أنَّ السنة العربية هي سنة قمرية خالصة ومقدارها عشر شهراً قمرياً، ولا يزاد على شهورها شيئٌ ما...

وأما عند المسلمين فتبدأ السنة الهجرية في أول يوم من شهر محرَّم ،وعاشوراء عند المسلمين هو اليوم العاشر من شهر محرَّم في التقويم الهجري، ويصادف فيه إستشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) حفيد النبي محمد (ص) مع أصحابه وعياله وأطفاله في كربلاء، ولهذا تعتبره الشيعة هو يوم حزن وبلاء وعزاء...وما ورد عندهم من أحاديث وروايات كثيرة بشأن هذا اليوم، وبصيامه وبفضله، وأيضاً بصيام يوم التاسع منه، والحادي عشر أيضاً .

.يقول:" إبن قيم الجوزية" إنَّ الأحاديث الواردة في هذا الصدد أنَّ أكمل الحالات أن يُصام يوم عاشوراء ويوم قبله ويوم بعده..هذا وقد ورد في النشأة الأولى لصيام يوم عاشوراء، أحاديث منها: أنَّ الرسول (ص) قَدِم المدنية بعاشوراء ،وكان اليهود صِيَام، فسألهم عن ذلك فقالوا:هذا يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجَّى فيه موسى(ع) وبني إسرائيل ،فقال (ص) نحن أولى بموسى منكم، وإني لأحتسب هذا اليوم ذنوب العام السابق له، فصامه وأمر المسلمين بصيامه...

وأيضاً ما ورد من أنَّ قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ،وأمر الرسول (ص) بصيامه حتى فرض صوم رمضان ،فقال: من شاء فليصمه ،ومن شاء أفطر...

من هنا اختلف المسلمون حول صيام هذا اليوم، فجمهور أهل السنة يقولون بإستحباب الصوم، وأما عند الشيعة الإثني عشرية فالمشهور كراهية الصوم في يوم العاشر من محرم ،وبإستحباب الإمساك تشبهاً بعطش الحسين(ع) حتى الزوال، والبعض قال الإكتفاء بالصوم عن الماء..

وأيضاً يكره مزاولة الأعمال في خصوص يوم العاشر حتى الزوال....بعد هذه المقاربة فأنا لست فقيهاً ولا مؤرخاً ولا مختص بالرواية ، بقدر ما يُلفت النظر بوجه الشبه في يوم عاشور وسبب التسمية في ذلك