أصبح الإرهاب مشكلة كبرى في العالم، وخصوصاً في البلاد العربية والإسلامية ،وهذه المشكلة أصبحت تهدد البشرية جمعاء،وللأسف فإنَّ معظم الإرهابيين هم من العرب ومن المسلمين،ويرتكبون أبشع أنواع الجرائم بحق الإنسانية تارةً بإسم الوطنية والقومية وأخرى بإسم الدين والإسلام والجهاد والدفاع المشروع، ومدَّعين أنهم ينفذون تعاليم الله ورسوله ،وأنه أقصر الطرق إلى الله والوصول إلى الجنة وحور العين، ولا غرابة في ذلك عندما يسمِّي العالم هذه الوحشية الإجرامية بلغة (الإرهاب الإسلامي) ومشايخ هكذا إسلام لم يكذِّبوا خبراً وأخذوا على عاتقهم الديني التطوعي بحماس بدفع الشباب إلى هذا المصير بفتاواهم الوحشية والدموية وأخذوا يُسوِّقون شريعة القتل الجماعي وبدون أي رادع ، وينشرون الرعب والخوف في كل مكانٍ وفي كل قريةٍ وشارعٍ، ترهبون به عدو الله وعدوكم...

ولهذا يخطئ من يظن أنه ما  يجري الآن في بلادنا العربية والإسلامية من حروب وقتل وتهجير وسفك دماء، وما جرى ويجري من تفجيراتٍ إنتحارية، بأنها وليدة الساعة وردة فعلٍ، وفعلٍ مضادٍ في السعودية والعراق وسوريا واليمن..الخ..

كما يخطئ أيضاً من يعتقد أنَّ الذين يمارسون هذا العمل أغلبهم جهلة وفقراء ومهمَّشين ومحرومين ،وأيضاً يخطئ من يقول إنَّ الإرهاب هو صنيعة الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابها، بل على العكس تماماً، فإنَّ معظمهم هم طلبة علوم أكاديمية وعلوم حوزوية وبعضهم من أصحاب المال والجاه، وليسوا فقراء وأغبياء،فمثلاً زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو مهندس سعودي خريج بريطانيا وهو من أغنياء العالم ،والتجربة التاريخية أمامنا خير شاهدٍ على ذلك...

والأهم من هذا كله من يعتقد أنَّ رجال الدين المسلمين مطلقاً معتدلين أم غير معتدلين ليس لهم علاقة بذلك وبهذا المرض المعدي والمتفشِّي في الأمة الإسلامية، لعلني أكون مخطئاً ،ويكفي هذا الدليل: هو التربية في التراث العربي والإسلامي والفكر الديني بل والنص الديني....

فأنا العربي المسلم الشيعي أعلن كفري وإنسحابي الكلي بهذا الإسلام الإرهابي الغريب الذي ما زال يفتك بالإنسانية والبعيد كل البعد عن الله الغفور الرحيم ،إنه الإسلام المدمر لحياة البشر ، فكل من يفجَّر نفسه ويذبح ويقتل الناس والمصلين والأبرياء فإنه ليس إسلاماً، بل هو مرضٌ من الأمراض النفسية والعقلية المشيخية التي لوَّثت الأرض والبشر والحجر والمدر...

ولهذا نحن نعتقد أنَّ دين الله لا علاقة له بشيخٍ ولا بسيدٍ ولا بقائدٍ وليس بإسلام الطوائف والمذاهب والأحزاب الدينية والإسلامية ،ولا بالحركات السياسية المتسترة برداء الدين....

وأعلن إنسحابي بكل من يختزل كيان الإنسان بشعر الذقن وبلون العمَّة والجُبَّة.. ولا يعترف بمبدأ الأخوَّة الإنسانية والمساواة بين البشر ويفضِّل المسلم الغبي الجاهل على العالم الكافرمهما كان لونه وعرقه..

.إنني أنتمي إلى إسلامٍ يحترم الإنسان ويحترم حرية العقل ويرفض أتباع رجال الدين وعبوديتهم للبشر، ويترفَّع عن المسميات الطائفية ،وعن التفريق بين الديانات ، لأنه كل يرى من زاويته ، ورحمة ربك وسعت كل شئ..