كانت الحرب بسبب الدين هي النموذج السائد في حروب العصور الوسطى والقديمة ، وكان الدين في تلك الفترة هو السبب والمحرِّك الرئيسي للحرب ، وكانت تُعد نزعات يتجلَّى فيها تفوق آلهة بعض الشعوب على البعض الآخر ، وكانت تعتبر حروب خاصة بالآلهة نفسها ،فمراحل الحروب وكثرة تكرارها وتعدد المواقف فيها ، تدفع الإنسان للتفكر والتأمل ، هنا لست خبيراً بنوايا البشر، ولكنني تأملت الأرض ومن عليها بعيني الفكر والبصيرة ، فرأيت خرابها أكثر من عمرانها ، هذا ما قبل الإسلام أيام العرب في العصر الجاهلي....

ثم تأملت المسلمين ونظرت في المعمور من الأرض ، فوجدت الكفار مستولين على أكثر معمورها، ووجدت أهل الإسلام من الأرض قليلاً بالإضافة إلى الكفار من أهلها..وأما الجمهور فهو دائماً مشغول في نزاع على رضوان الله، ومشغول أيضاً برضى السلطان ، والسلطان مشغول بالأمر والنهي والذات العارضة له ، ومياه أغراضه جارية لا شكر لها، ولا أحد يتلقاه بموعظة ،بل بالمدح التي تقوِّي عنده هوى النفس...

بالعودة إلى ما قبل الإسلام كانت أيام العرب منازعات قبلية تنشأ بسبب المراعي والمياه ،او حب فتاة لإظهار الرجولة والفروسية ، فتبدأ بين الأفراد ثم تتضخم وتصبح طاحنة بين قبيلة وأخرى...أشهرها حرب البسوس ، وحرب داحس والغبراء ، فالأولى دامت أربعين عاماً، بسبب ناقة، والثانية بسبب فرس قيس سيد عبس إسمه "داحس" خسر في السباق على فرس حذيفة سيد ذبيان إسمه"غبراء" واستمرت كما حرب البسوس....أ

ما الحروب في الإسلام وبين المسلمين أنفسهم، أشهرها معركة الجمل وصفين وكربلاء ثم فتنة بغداد الكبرى سنة 443 هجرية ، الحرب بين العباسيين والأمويين، الحرب بين الأمويين السنة وبين المماليك السنة ، الحرب بين المماليك وبين العثمانيين المسلمين، معركة "جالديران" سنة 1514 ميلادية، بين العثمانيين السنة بقيادة سليم الأول وبين الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الأول ، وهي أكبر معركة بين المسلمين...

وأما أكبرالحروب الدينية هي التي نشأت في القرن التاسع عشر في الصين بسبب رغبة جزء كبير من الشعب بتعديل الديانة البوذية وإضافة بعض الأمور من المسيحية ، واستمرت لمدة خمسة عشر عاماً وبفقدان ما يقرب من حياة 20مليون شخص...والحرب الأشهر في تاريخ البشرية في عام 1939 وإنتهت عام 1954 وعدد الضحايا ما يقرب 50 مليون...

وأما الحروب المعاصرة بين المسلمين أشهرها بدأت المملكة السعودية تاريخها بحرب بين الصفويين والوهابين ، وحرب الرمال هو صراع مسلَّح نشب بين المغرب والجزائر عام 1963 م..حرب المستبدة الشيعية والمشروطة الشيعية من مئة عام تقريباً ، حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران وقتل 2 مليون شخص بين مدني وعسكري ، حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت ، وحرب المسلمين اليوم في سوريا وما زال التدمير والقتل والتهجير ، وحرب عاصفة الحزم بين المسلمين في اليمن....

وبالنسبة للحروب الدينية في أوروبا فكانت نهايتها عام 1648 م إلا أنَّ الدِّين ظلَّ لفترة من الوقت يستخدم كحاضر للجنود حتى القرن السابع عشر لم تشنَّ الحرب بسبب الدين نهائياً في أوروبا..

وبقي الدين حاضر في بلادنا ولاتزال فكرة الجهاد تيسطرعلى كثير من الحروب في المناطق والبلدان الإسلامية وما زال الله في العقل الإسلامي الجهادي حاضراً في كل الميادين لأن الجهاد هو من أسرع الأبواب إلى الجنة.