مؤسسة الأم للطائفة الشيعية التي أسَّسها السيد موسى الصدر، هي مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ، تتويجاً لنمط علاقة تاريخية بين المركز الشيعي والأطراف الشيعية ، فكان التأسيس إيذاناً وإعلاناً بدخول الشيعة عصر المؤسَّسات ،وجاء دخول الشيعة في الوطن والدولة والإجتماع اللبناني بشكلٍ نهائيٍّ ضمانة للإستمرار بالرغم مما تعرَّضت له من التهميش وبناء الحالات الموازية والمسكونة بهدف إلغاء المجلس أو إختصاره أو إحتواءه...

فبعد غياب المؤسِّس أمسكت حركة أمل بتلابيب هذه المؤسَّسة من خلال الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي تقاطع مع مشروع أمل ، وبقيت السيطرة أملوية لكل المؤسسات الشيعية من رئاسة المحاكم الشرعية إلى تعيين الإفتاء والقضاء وصغار الكتبة فضلاً عن سائر الوظائف في كل المجالات للطائفة الكريمة طيلة حكم الشيخ شمس الدين وبقي المجلس ساحتهما المفتوحة على كل الخيارات والإدارات في كل مناشط المؤسسات الشيعية بما فيها المحاكم الشرعية الجعفرية..

وبعد غياب الشيخ محمد مهدي شمس الدين ،إستلم الشيخ عبد الأمير قبلان المجلس وحوَّله إلى قرية صغيرة ومن ثَمَّ عيَّن نجله مفتياً جعفرياً للطائفة ومن هنا بدأت تثار حفيظة أكثر الأملويين باعتبار أنَّ النجل مقرَّباً من حزب الله ، وهذا ما وصفه الحريصون على إرث موسى الصدر إجتياحاً خفيَّاً على المؤسّسة الجعفرية في الدولة ، وبدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً ولم يعد لحركة أمل كل السيطرة على مفاصل الطائفة في الدولة من خلال إندماجها النصفي إن لم يكن كليَّاً داخل الجسم الإيراني بعد أن وضعت سيطرتها على كل المؤسسات للطائفة من رئاسة المحاكم إلى موظف في المجلس الشيعي...

من هنا تشير بعض المصادر المقرَّبة من الثنائي الشيعي بأنَّ الرئيس نبيه بري سارع بالخطوة إلى تحريك بعض الأسماء خلفاً لرئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ حسن عوَّاد لإحالته إلى التقاعد بعد فترة وجيزة ، وكان الإتجاه من دولة الرئيس إتجاهاً بقاعياً في الوقت الذي لا يعارض حزب الله هذا الإتجاه ، وتقول المصادر أنَّ من بين الأسماء البقاعية نجل العلامة الشيخ سلمان اليحفوفي الذي رافق السيد موسى الصدر منذ الإنطلاقة القاضي الشيخ مهدي اليحفوفي ، وبين القاضي الشيخ علي الخطيب والقاضي السيد بشير مرتضى...

وتضيف المصادر بأنَّ مسارعة هذه الخطوة من بيده العصا كي لا يضيع إرث المتسلِّلين لواذاً لمؤسَّسةٍ إستفاقت على آذان موسى الصدر وفلاح حركة أمل لكي لا يكتفي بالتقاطع مع الحركة بل يكون موقعاً متقدِّماً من مواقع الإمام الصدر من أجل الحفاظ على هوية التأسيس وسماتها السياسية والمرجعية ، ولهذا فإنَّ الأمر موكولٌ للرئيس نبيه بري إذا ما أراد ذلك..

وإستباقاً منه في الوقوع بمحذور بعض الأسماء العجيبة والغريبة عن قماشة العباءة الصدرية وعن تاريخ كتبته حركة أمل بأحرف من نور الشهداء.