بعد حادثة 11 سبتمبر /أيلول2001/ ظنَّت الأنظمة العربية وشعوب المنطقة من أنَّ الغرب قد تلقَّى درساً ما يكفي من الدروس ، وربما أزيد...وبدأت أمريكا في إصلاح ما أفسدته رغم التكلفة الباهظة التي تدفعها شعوب المنطقة ، والشعوب الغربية ، من مطاردة الذئاب –غير البشر- والعقارب المتأسلمة الأصولية الإرهابية ، التي تكاثرت وتناسلت حتى افترشت معظم كوكب الأرض ، وصارت مرشحة بدلاً من القرود التي تلعب دور وريث الأرض ومن عليها.
عاد الحديث قوياً عن إشراك العقرب المتأسلم السياسي في فرنسا- تلك دولة ديموقراطية علمانية رئاسية - عن الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصاً بينهم ثمانية صحفيين وإصابة 11 شخصاً بجروح الذي فاجأ أسرة التحرير في صحيفة "شارلي إيبدوا" أثناء إجتماعها ، وتمكنوا من القضاء على معظم أعضائها بينهم خمسة من كبار رسامي "الكاركاتير" ونقلت الشرطة عن أحد الناجين من الهجوم قوله إنَّ المهاجمين كانوا يهتفون "إنتقمنا للنبي محمد....الله أكبر".
 صحيفة عالمية قوامها كبار من الصحفيين والرسامين الذين شغلوا مناصب عالية لم تكن بحماية كافية من قِبَل السلطة الفرنسية ولم يبادر الوزير المعني بالأمن بالإستقالة ، ولم تتخذ أي إجراءات في هذه الحادثة.. توقفك أمام علامات إستفهام..؟
لأن الحوادث السابقة كحادثة إصطدام القطارين بادر وزير النقل الفرنسي بالإستقالة تعبيراً عن فشل وزارته ، ووزير المالية الذي إستقال بسبب نفوذه عندما كان رئيس بلدية وتملَّك شقَّة ، ووزير آخر عندما قضى على حياته بالسم عندما إتهموه بالإختلاس... مع العلم أنّ موقع الصحيفة هو أعظم من ذلك كونها هي المعنية بالرسوم المسيئة لشخص نبي الإسلام محمد وللمسلمين ، فالمشتبه بهما "شريف وسعيد كواشي" الأول جهادي أصولي معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب في فرنسا وحُكِمَ عليه عام 2008 بالسجن ثلاث سنوات من بينها 18 شهراً مع وقف التنفيذ لمشاركته في مجموعة تُرسل مقاتلين لتنظيم القاعدة في العراق...بينما المناضل جورج عبدالله حكم عليه بالسجن ثلاثون عاماً وقد إنتهت مدة محاكمته وما زال قابعاً في السجن، فهذا مخالف للقانون الفرنسي والأعراف والقوانين الدولية.
هذا إن دلَّ على شيء ،يدلُّ أنَّ الصهيونية ما زالت متغلغلة في قلب القانون الفرنسي ، وثانياً هي من تجنِّد الإرهاب المتأسلم وتغذيه من أجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين في بلادهم..ومن جهة ثالثة تسعى جاهدة لتبييض صورة الأنظمة أمام شعوبها بقتل الرسامين الأربع الذين أساؤوا لصورة النبي محمد ، لتبقى العلاقات مستمرة بين تلك الأنظمة الإسلامية والغربية من خلال هكذا أعمال وحشية إجرامية إرهابية ضد الشعب المدني بأيدٍ إسلامية في أوروبا.
فيكون السبب هو التعصُّب الغربي المسيحي ، ومن ثم السعي لطرد المسلمين من بلادهم ، وملء الفر اغ بمسيحييِّ الشرق.
ها هي الصهيونية تعود مجدداً لمحاولتها الحمقاء تدجين الذئاب- بشرية وغير بشرية - ولكن من يخبرهم عن البدوي الذي رعى ذئباً صغيراً وأرضعه من لبن شاةٍ ، ولكنه ما إن نبتت مخالبه حتى إفترسها، فنطق البدوي بعبارته الخالدة "رضعت شويهاتها وفجعتنيها" فمن أدراك أنَّ أباك كان ذئباً....

الشيخ عباس حايك