الأدب العربي هو جملة الأثار الجميلة ، والروائع المكتوبة باللغة العربية ، سواء أكان كاتبها عربي أم غير عربي...ونشأ الأدب العربي في شبه الجزيرة العربية حيث نشأت اللغة ، ونشأ بين واحات النخيل وبين كُثبان الرمل ، وبين أكتاف الإبل والخيل ، وكُتب على أوراق الشجر وجلود الضأن ،وأعواد السَّرو وجذوع العرعر...وصارت خطباً وأشعاراً وأحاديث تناقلها ألسنة الرواة ، إلى أن شاعت الكتابة ودُوِّنت بعضاً منها ما لم يأت عليه الدهر ولم يُمحه من سجل الوجود....ثم جاء الرسول الأمِّي العربي وجمع شتيت تلك العشائر والقبائل تحت لغة قريش التي هي أفصح اللغات فقوَّم إعوجاجها ووسمها بسمة الكمال تحت لواء الإسلام وترك لهم القرآن الكريم الذي هو أعلى مثالاً للفصاحة والبلاغة والهداية والإرشاد والأخلاق، فقام الرسول العربي بتوجيه العرب شطر الفتح والإمتداد عبر الآفاق والأمصار..فإذا بالبلاد غير البلاد.. والعباد غير العباد ، وأصبحت اللغة العربية شيئاً فشيئاً تعتبر هي لغة حوض البحر الأبيض المتوسط ، وهكذا اتسع نطاق اللغة وموطن الأدب العربي ، وصار لكل بلد من البلاد المفتوحة أدب عربي ، بلغةٍ أدبيةٍ عربيةٍ فصيحةٍ... من مصر وسوريا والعراق وليبيا وتونس والجزائر وغيرها من البلدان إلى بلاد فارس وشمالي إفريقية وأطراف الهند وغيرها من الأقطار... إلى لبنان القديم من العقل الكبير سعيد عقل من جيل  الأدباء والشعراء القدامى الذين كتبوا بعقولهم الأدب واللغة والشعر والنثر تحت سعافات النخيل ، وجذور الأرز ، وبعد أن تحوَّلت السلطة من سلطة الثقافة العربية المهتمَّة برواد الفكر من المفكرين والأدباء والعلماء والشعراء ، والسلطة المثقفة النخبوية ، إلى سلطة سلطوية جديدة من نوعٍ آخر التي لا يهمها إسم الأدب والشعر ، ولا تعير أيَّ إهتمام من الثقافة العربية ، بل على العكس تماماً تهتم بالمكسب والمتجر للسيطرة على العقل لأنها تعتبر الثقافة والوعي هما العنصران الأساسيان  لتخريب زعاماتهم وسيطرتهم السلطوية والحزبية....أن يموت الأديب سعيد عقل وجورج جرداق  وغيرهم من روَّاد الأدب والثقافة ولم يكن أي إهتمام من السلطة فلا غرو في ذلك...بينما أن يموت من له رصيد طائفي أو حزبي أو عائلي ولا يملك أي رصيد أدبي ومعرفي وعلمي تستفيد منه الأمة العربية والعقل العربي ، لا داعي ماذا يفعلون... بالعربي الدارج..."تقوم الدنيا ولا تقعد"....سيبقون رموز وشموع ينيرون طريق الظلمة ، وروَّاد الفكر والأدب والشعر والثقافة لأنها نبوغ الإنسان وإرتقائه وبلوغه مبلغ الكمال ، ولأنها نغمات موسيقية تصوِّر خواطر القلوب ووجدانها ، وعواطف الحماسة في الجندي الثائر ، تلك هي النغمات الشعرية والأدبية والفكرية التي نسمعها ، هي التي زخرفت لنا معنى الحياة ، وتلبسها ثوباً أبيضاً  من السعادة والهناء....  رحمهم الله تعالى ورحم الماضين منهم وحفظ الباقين منهم..... نعى لبنان يوم نُعيت عقلاً.... ترسَّلَ للحقيقة والجمال...

الشيخ عباس حايك