منهجٌ دراسيٌ ، وقاعدة علمية وحسابية ، من مسلَّمات النمو العقلي ، منذ الصِغر وحتى الكِبر ، وما بينهما جمعٌ ، وطرحٌ ، وضربٌ ، وجبرٌ..... وآخر منهجٌ عربيٌ ، من فعلٍ ، وفاعلٍ ، ومفعولٍ به ، ومعه ، ولأجله ، وما بينهم ، ضمائر ، وأسماء ، ومسمَّيات ، وإشارات... وثالثٌ منهجٌ إسلاميٌ ، إخباريٌ ، أصولي ، سلفي ، وولائي ، وما بينهم ، واجب ، ومحرَّم ، ومستحب ، ومكروه ، ومباح....منهجٌ رابعٌ تقسيميٌّ ، راهبٌ ، سيِّدٌ ، قِسٌّ ، شيخٌ ، وعاميٌّ ، وما بينهم ، أخماسٌ ، وأسداس ، وأثمان......

مع كرِّ الزمان وتعاقب الحدثان تغيَّرت تلك المناهج ، وطرأت عليها تغيُّرات وزيادات ومفاهيم في عقول الجماهير، من خلال منهج مبرمج ومدروس من أصحاب قوى النفوذ وأصحاب المصالح السياسية والدينية..فأصبح شعار " الضرب " من إضرب...إضرب...يا أخي ، إرفع راسك ، إضرب رِجِلك ، هو سلاح يستخدم في ساحات الوغى ، وهو نفسه شعار " الجمع " إجمع...إجمع...يا أخي - الدنيا فريسة الشاطر – يستخدم في السلم والغنيمة ، مع فارق بسيط وهو أنَّ الضرب قد ينتهي ، بينما الجمع لا نهاية له...فالقاعدة : هي أنَّ الضرب صعب ، والجمع سهل ، وحلُّها مستحيل ، فنحتاج إلى "جبر"...

في المنهج العربي جملة مفيدة مؤلفة من فعل وفاعل ومفعول به " حكم الرئيس الشعب "... "فدى الشعب الرئيس" وكذا المفعول معه ، وأما المفعول لأجله ، فهنا الطَّامة الكبرى يخسر الأمرين معاً.. كل ذلك من أجل الأسماء والضمائر والإشارات ، التي تؤنس الشعب المفعول به.. يعضده المنهج الإسلامي بكل تفريعاته وأفعاله ، ووظيفته وضع علامة "الجزم" بحرمة المخالفة ، ووجوب الطاعة ، حينها تكون سلفيَّاً وولائياً مطيعاً لأوامره...

كل ذلك تحت ستار الخوف من فقدان ثقة الجماهير ، وابتكروا المبرِّرات الأخلاقية والفكرية والدينية والسياسية والتاريخية لتسويغ الأفعال ، والخوف من التطور والحرية ، فيشرعون في الخُرافات وعداوة العقل والعدل على مستوى العملي ، لا على المستوى النظري نفاقاً وخداعاً  من هنا عمد الإسلام على تقويض الثقافات الجاهلية التي كان عمادها ، تغلُّب هذه العشيرة على تلك ،  والطائفة على الأخرى ، والأبيض على الأسود ، ومحا الفوارق الطبقية ، مساوياً بينهم في الحقوق والواجبات ، ويكفيك آيات الرحمن الناطقة والشاهدة على ذلك...من هنا يمكننا أن نعرف المنهج التقسيمي الرابع ليستمد هؤلاء مشروعهم من دين الناس مستفيدين من عملية الضرب والجمع ، وأيضاً من التراث ليضفوا على مصالحهم ومشاريعهم وامتيازاتهم طابع "القدسية"..والذي يشكِّل لهم عنصر دعم وإسناد لمواقعهم الإجتماعية ، وأصبح عنواناً يتحوَّل إلى كسبٍ ماديٍّ كبير....فلا أدري ، وإن كنتُ أدري ، فإنَّ العاميَّ مفعول به ومعه ولأجله...  والناس يدفعون الأثمان...

الشيخ عباس حايك