مقولة أطلقها الإمام موسى الصدر مفادها : أنَّ لبنان يُشبه حالة المريض في العناية المركَّزة ، إن هو أشرف على الموت يُعطى له جرعة من الأوكسجين لإنعاشه ليبقى مستمرَّاً في الحياة..وإن هو تماثل للشفاء مستعيداً نشاطه وحيويته وعافيته يُخفَّف عنه جرعة الأوكسجين لكي يبقى في غيبوبته....وما يزال لبنان على حاله وحال مواطنيه بين الموت والحياة وبين الفقر والجوع ، والخوف والمرض ، وعدم الأمن والأمان والإستقرار..على ضوء إنقسام الطبقات السياسية والدينية والحزبية إلى جهويتين مختلفتين في العناوين والشعارات والسياسة والسلاح ..ويبقى لبنان على فوَّهة براكين من نار مذهبي ، ونيران سياسي آيل إلى الإنفجار الكبير بين لحظة وأخرى ، ونتيجة للإنقسام الحاد بين الجهتين ما زالوا يمسكون بتلابيب الدولة ومؤسساتها في كل المجالات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية..حيث تعمد الجهة الأولى بكل مكوناتها الدينية والسياسية لرفع سقف الدولة المنهارة لجهويات إيديولوجية خارجية تؤمن بوطن عابر للحدود وتؤمن كما آمن فقهاء الأصولية الإسلامية بوطن شرعي إسلامي وظيفته أحكام شرعية لوظيفة الصلاة والصوم والإفطاروالقصر والتمام...وتعمد الجهة الأذارية الثانية لجهويات خارجية مهما كان شعارها تحت عناوين نريد عدالة وحرية وإستقلال ونريد الدولة القوية ولا شرعية إلاَّ شرعية الدولة....كل جبهة  وجهة تطالب الدولة ببسط شرعيتها على كل أراضيها وحماية حدودها وشعبها ، ويبقى المواطن مرهون لتلك الإنصارات والهزائم ومرهون لمحاولات الطوائف والحزبيات الشمولية محو الدولة من الذاكرة الوطنية وإنتاج صيغ محلية لكل جهة منهما على حساب الدولة....نعم كلمة يصعب أن تقال في ظروف الواقع المفروض على لبنان وشعبه وأرضه هي جبهة واحدة لم تفترق يوماً من الأيام من حيث أدبيات الخطاب السياسي ، ولم تختلف مرَّة حول كلمة القانون والدستور ويجب العمل وفقاً لما أقرَّه النظام البناني..إنها تختلف وتفترق كل جهة عن الأخرى من حيث جرعة الأوكسجين ليبقى لبنان في مرضه السريري...في ثقافة الآذاريين لم تعد لغة الدفاع عن الوطن هي الدفاع عن المواطنين بل الدفاع عن الأرض والماعز ليصبح وطناً مقدَّساً وله حرية مقدَّسة ، وأما المواطن فلا أحد يقدِّس حريته وهويته...في ثقافة الآذاريين تستطيع الإيديولوجية أن تعيش في لغة المواطنين من دون أن تلمس واقعهم ويسنتهضونهم للتضحية بمصالحهم الخاصة تحت عناوين المصالح العامة ناسين أو متناسين أنَّ المصلحة الخاصة هي الأساس في الطبيعة البشرية وأنها إذا تناقضت مع المصلحة العامة فهذا أول الفساد وبداية خراب الديار وفساد ضمائر العباد وهذا في عموم السُنن والقوانين الطبيعية...ولحسن الحظ هناك من يدعو إلى الإهتمام بالمصلحة الخاصة للناس ويحاول تقريب المصلحة العامة منها ، وليس العكس... هذا هو السرُّ في نجاح الأنظمة التي تفكِّر بمصالح شعبها وتقدِّم مصلحة وطنها ونظامها على مصالح الآخرين حتى يكون مجتمعها في أمن وأمان من الخوف والمرض والقتل والجوع وما إلى ذلك....عشتم وعاش لبنان