وحتى نعرف اسلوب الحزب الجديد وكيف ستؤول اليه تحالفاته الجديدة، علينا اولا ان نعرف ان حزب الله لا يرى اي ازمة في ما وصلت اليه البلاد، بل اكثر من ذلك فهو يرى بالانهيار الاقتصادي الحاصل والتآكل بهيكل الدولة وتشظي مؤسساتها، افضل واروع الازمنة واريحها لمشروعه القائم اساسا على جثة الوطن، ولا يمكن ان ينهض مشروعه الا بمقدار الوهن والضعف الذي يصيب الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
 

بالحديث عن الانتخابات القادمة بعد أشهر بحسب ما هو مفترض، فإن اول ما يتبادر للاذهان هو وجوب ان تكون هذه الانتخابات محطة بديهية للتغيير وتبدل احوال البلاد بعد ان وصلت الاوضاع الى قعر القعر، وبالتالي فمن غير المعقول ومن غير المنطق ان يكون هذا الاستحقاق كسابقاته، بدون حدوث متغيرات بالمشهد السياسي وان ترضى الناس بالتجديد لنفس الطبقة التي عاثت نهبا وفسادا، وان تذهب الى صناديق الاقتراع وتضع أصواتها "للخرزة الزرقاء" التي لم تحم من عين ولم تسمن من جوع وانتجت 900 الف عاطل عن العمل، أو "لنبني ونحمي" التي لا حمت من لص ولا بنت حجرا واحدا، اما "لبنان الامل" فقد ضاع في متاهات الصفقات والسمسرات، اما "الاصلاح والتغيير" فليته لم يصلح ولم يغير.

 


 
يبقى ان الانظار شاخصة ومشدودة نحو حزب الله تحديدا، اولا لانه الحزب الاكبر في لبنان، وثانيا لانه هو من لعب ويلعب دور الحامي والمايسترو و "المرشد" لهذا العهد ولكل اركان المنظومة، حكومة ومجلس نواب، وعليه فهو المعني الاول بالتغيير المرتقب، فكيف سيقارب الحزب صاحب الشعار الانتخابي "محاربة الفساد" ولم يحارب الا الصالحين هذا الامر ؟

 

 

الاجابة بسيطة جدا، وحتى نعرف اسلوب الحزب الجديد وكيف ستؤول اليه تحالفاته الجديدة، علينا اولا ان نعرف ان حزب الله لا يرى اي ازمة في ما وصلت اليه البلاد، بل اكثر من ذلك فهو يرى بالانهيار الاقتصادي الحاصل والتآكل بهيكل الدولة وتشظي مؤسساتها، افضل واروع الازمنة واريحها لمشروعه القائم اساسا على جثة الوطن، ولا يمكن ان ينهض مشروعه الا بمقدار الوهن والضعف الذي يصيب الدولة اللبنانية ومؤسساتها 

 

وبناءا على ما تقدم، فإن الحزب سيكون حريصا جدا على ابقاء كل من هم في السلطة من دون اي مساس بواحد منهم، فتراه لذلك يعمد الى نسج تحالفات جديدة مع حركة امل ورئيسها، وسيسعى بكل ما اوتي من قوة لضم فريق جبران باسيل الى لائحة الثنائي في اماكن نفوذه، واصلاح ذات البين مع المردة والعونيين حيث تقضي الحاجة، كما وسيسعى لتخوين اي لائحة معارضة ووسمها بالعمالة لانها تريد الاصلاح في امة لبنان.

 

 

فالحزب الذي لم يخجل من قمع التظاهرات الشعبية، وانزل رعاعه لقمعها، لن يتوانى البتة على منع اي بصيص امل في امكانية التغيير عبر صندوقة الاقتراع، وهذا ما يسعى ويجهد في ترسيخه ويسعى للوصول اليه، اما في حال ظن ان الامور لا تسير وفق رغباته وان تحولا ما سوف يحصل، فإن التحالفات الجديدة ستكون حاضرة ولو من دون الافصاح عنها، ففي دوائر الجنوب والبقاع سيتحالف مع فريق "المجد لكاتم الصوت"،، في بيروت مع حزب "شيعة شيعة شيعة" في الشمال وطرابلس مع تيار "الارهاب والتشدد" وفي البترون وجبل لبنان مع فريق  "تحسسوا رقابكم" .

 


 المهم عندهم ان يبقى لبنان في المستنقع حتى يبقوا هم " اسياد البلد " .