وما الزيارة التضامنية التي قام بها الاسد الى مناطق الزلزال إلا من باب البروتوكول الرئاسي من أجل الاستفادة من اللحظة الكارثية بما يخدم مصلحة النظام عبر استدراج المساعدات الانسانية وفك الحصار السياسي عنه.
 

لم يكن مشهد بشار الاسد وزبانيته وزوجته وهم يضحكون ويبتسمون لصور "السيلفي" فوق انقاض ما تبقى من بيوت في حلب والشمال السوري والتي كانت سلمت من براميله وصواريخه وطائراته، بالامر المستغرب او الملفت، بل جاءت صورة بشار الضاحك رغم بشاعتها لتجسد حالة طبيعية جدا ومنسجمة مع واقع الحال وتعكس حقيقة سريرة هذا المجرم.

 

لم يجد بشار الاسد حتى ضرورة او حاجة لتصنع الحزن أو إظهار معالم الأسى على وجهه ولو أمام الكاميرات، أو من أجل توجيه رسالة للمصابين أنه يشعر معهم ويعيش مآسيهم ويتضامن معهم، فهذه المشاعر لم تخطر على باله وليس لها مكان في قاموس "القائد التاريخي"، لأن في مدرسة الاستبداد والطواغيت الأغبياء، فإن الشعوب هي أصلا مخلوقة لتكون في خدمة وفداء القائد، وهي موجودة من أجله لكي تموت وتقتل وتباد أو تستشهد فدا صرماية القائد، ولا ضير حينئذ إن قتلت في الحرب أو المجاعة أو حتى نتيجة زلزال 


وما الزيارة "التضامنية" التي قام بها الاسد الى مناطق الزلزال إلا من باب البروتوكول الرئاسي من أجل الاستفادة من اللحظة الكارثية بما يخدم مصلحة النظام عبر استدراج المساعدات الانسانية وفك الحصار السياسي عنه، وبمعنى آخر إن زيارة الاسد هي بالحقيقة تصب في خانة التضامن مع الاسد ولمصلحة الاسد وبالتالي فاللحظة هي لحظة فرح وفرصة فلا داعي لتعكيرها بساخافات الحزن أو ماشابه 


 
قد يقول قائل هنا، أن إبداء شيء من ملامح الحزن وحتى البكاء كان ليصبّ في خانة الاسد حتى ولو جاء خلاف ما يبطن من شعور بالفرح والغبطة، بالاخص أن الناس بطبيعتها تميل وتتضامن مع الحزن والدموع، نقول في هذا السياق بأن إظهار مشاعر معينة على خلاف ما يختلج حقيقة في النفس هو أعلى درجات النفاق، وهذا يحتاج إلى الكثير من الابداع والذكاء والتحكم بالمعالم وهذه الامور تحتاج الى كثير من الجهد والتدريب والموهبة، وهذا كله يفتقده الاسد 

 

فالنفاق والمنافقين، هم بشر يتمتعون بقدرات خارقة تسمح لهم بإظهار خلاف ما يضمرون أو يبطنون، ويتمتعون بقدرات جبارة تتيح لهم المراوغة والتحايل والتقلب في المواقف والكذب المتواصل في الحديث والتحكم بالانفعالات وإظهار نقيضها بما يبعد عنه تهمة النفاق لأن المنافق يهتم بالمظهر الخارجي كجزء من سيكولوجيا الظهور لاختراق الوسط الاجتماعي مقرونا كل ذلك بحلاوة اللسان ( وان يقولوا تسمع لقولهم )  والابداع بلغة الجسد كتعبيرات الوجه وحركات اليدين ( تعجبك اجسادهم ). 

 

فكل هذه الامكانيات العقلية لا نجدها متوفرة عند خريجي مدرسة البعث، بل نجدها اكثر ما نجدها عند خريجي الحوزات والمعاهد الدينية، 


وعليه ووفق ما تقدم فإن ضحكة بشار الاسد فوق انقاض الزلزال وجثث الضحايا إنما جاءت على سجيتها ووفق شخصيته البلهاء المجرمة.

 

 والمشهد الاخطر كان ليكون لو أن ذلك  المجرم الأبله كان قد تعلم شيئا من فنون النفاق وظهر بمظهر الحزين والباكي، فمن كان ليقنع البسطاء السذج حينها بأن دموع المنافق هي أخطر مليون مرة من ضحكات الأحمق .