يمكن القول، بأن الدور الذي أنيط بحسان دياب بضرب ثورة 17 تشرين والإنقضاض عليها وان كان قد نجح بذلك الى حد كبير، الا ان السحر انقلب على الساحر، وبفضل تعنت وفشل السلطة المتحكمة باللعبة السياسية تحت قيادة حزب الله، وحجم الأكاذيب المساقة في هذا الاطار وتفشيل المبادرة الفرنسية بسبب انتهازية وتغول هذه المافيا بقيادة صهر العهد، وفي ظل إنهيار الاوضاع الاجتماعية والمآسي اليومية التي يعيشها الشعب اللبناني، قد احدثت صدمة غير متوقعة عند السفيرة الفرنسية وجاء ردها على دياب بمثابة اعتذار غير مباشر من ثوار 17 تشرين.
 

يروى عن الامام الصادق أنه قال : "الحمدلله الذي جعل أعداءنا من الحمقى"، ونحن نقول : الحمدلله ان المافيا المتسلطة علينا أتت برئيس حكومة كحسان دياب.

 

 

فإذا ما كانت الوظيفة الوحيدة التي من أجلها جيء بحسان دياب، هي محاولة سرقة ثورة17 تشرين وسرقة غضب الناس الذين نزلوا إلى الشوارع والساحات يومها، تحت مسمى أن هذا الرئيس الجديد هو بمثابة تلبية لمطالب الجماهير المنتفضة بحكومة مستقلين تكنوقراط ، فيما هو كان يعلم علم اليقين أنه مجرد واجهة وستارة لمنظومة الفساد وأنه قد إرتضى لنفسه أن يكون "ممسحة" لقذارة أسياده من مافيا السلطة، فقط من اجل إشباع مرضه النرجسي العفن، فكان من أهم "انجازاته" بعد فرشه لنفسه  السجاد الاحمر أمام مسجد الامين، إجتماع السلك الدبلوماسي بالامس، وتحميل الدول الخارجية مسؤولية ما وصلنا اليه من إنهيار، كترداد ببغائي لخطاب السيد نصرالله 
وعلى قاعدة "لعل الخير بما حصل".... جاءت "بهدلة" السفيرة الفرنسية له بنفس اللقاء، وما تضمنه هذا الرد " البهدلة " من وقائع وحقائق وإستهزاء بما ادعاه دياب من حصار على لبنان، مما جعل منه أضحوكة اظهرت مدى تفاهته وسخافته، وتبعه رد مماثل من السفيرة الاميركية دورثي شيا بنفس السياق.

 


 
هذه الحماقة التي ارتكبها حسان دياب، ومن يقف خلفه ويدعمه،، والتي تذكرنا بحماقة وزير الخارجية العوني (المستقيل والمعفى) شربل وهبي، صدمت السفيرتان شيا وغريو لدرجة انهما وبسابقة غير معهودة قررا زيارة المملكة السعودية على عجل للتشاور بالموضوع اللبناني، بحيث فسرت هذه الخطوة وكأنها تعبير عن مدى الصدمة والذهول من هول حجم الكذب والاستهتار والدجل والنفاق والفساد واللا مبالاة عند هذه المافيا وبالتالي لا بد من تحول وتغيير في اسلوب العمل معها، والاقتناع اخيرا بأحقية ما نادى به الشعب اللبناني.

 

 

 

إقرأ أيضا : سماحة صديق جبران


 
أنا لا أقول أن زياراتهما للسعودية هي رد فعل على اللقاء العجيب الغريب، وإنما بلا شك أن هذا اللقاء شكل تحولا وساهم بتسريع خطوات قد يكون متفق عليها، وساهم أكثر بتبلور رؤية السفيرتين للوضع اللبناني، وبالاخص نظرة فرنسا التي كانت وللامس القريب تلعب دور الوسيط بين أميركا وايران في الخارج ، وينعكس هذا الدور ميلا بإتجاه حزب الله في الداخل، وهذا ما كان يخلق تباينا واضحا بين المقاربة الاميركية والفرنسية للملف اللبناني، وهذا ما حال دون الدعم الاميركي للمبادرة الفرنسية في الفترات السابقة.

 

 

في الختام يمكن القول، بأن الدور الذي أنيط بحسان دياب بضرب ثورة 17 تشرين والإنقضاض عليها وان كان قد نجح بذلك الى حد كبير، إلا أن السحر انقلب على الساحر، وبفضل تعنت وفشل السلطة المتحكمة باللعبة السياسية تحت قيادة حزب الله، وحجم الأكاذيب المساقة في هذا الاطار وتفشيل المبادرة الفرنسية بسبب انتهازية وتغول هذه المافيا بقيادة صهر العهد، وفي ظل إنهيار الاوضاع الاجتماعية والمآسي اليومية التي يعيشها الشعب اللبناني، قد أحدثت صدمة غير متوقعة عند السفيرة الفرنسية وجاء ردها على دياب بمثابة اعتذار غير مباشر من ثوار 17 تشرين، والزيارة الى السعودية هي بمثابة إعلانهما عن الانضمام الى صفوف الثورة بعد أن ساهما بإضعافها على عكس الاتهامات التي سيقت بحق ثوارها، وهما ( السفيرتان ) بصدد إقناع السعودية للانضمام هي الاخرى الى صفوف الثورة والعودة عن سياسة الانكفاء لما فيه مصلحة الشعب اللبناني اولا ومصلحة بلادهم ثانيا ... فأهلا وسهلا .