هل ينجح التونسيون في الإنقلاب على الغنوشية الإخوانية كما انقلب المصريون على المرسية الإخوانية ؟
 

سقطت تجارب الإسلام السياسي والجهادي السُنُيين في الحكم  بداية من أفغانستان مروراً بمصر والسودان ونهاية بدولة تنظيم الدولة "داعش" ولم يبق من آثر يُذكر للإخوان خصوصاً في الحكم سوى تونس وتركيا التي لها خصوصية تعفي الجماعة من مسك الدولة على الطريقة التي حكمت و "أخونت" فيها مصر بعد إستلامها الحكم بإقامة صلاوات الطراويح في المؤسسات وتحويل البرلمان المصري الى مساجد يُذكر فيه ربّ الإخوان .

 

 

لم يبق للجماعة من آثر يُذكر في إدارة الحكم سوى تونس التي يستذكي فيها الشيخ راشد العنوشي ويستغشم فيها الناس من خلال محاولة واضحة لإبقاء التنوع في المؤسسات لصالح الإخوان من خلال رئيس للدولة ذي ميول إسلامية ورئيس للحكومة غير معارض للإسلاميين ومجلس نيابي يرأسه هو راشد الغنوشي نتيجة حصول حزبه على أكثر المقاعد النيابية  حيث يجيز الدستور ذلك بجعل  رئيس الحزب الفائز في الإنتخابات البرلمانية رئيساً للمجلس النيابي وإن لم يكن نائباً في كتلة الحزب .

 

 

هكذا وصل الغنوشي الى رئاسة البرلمان التونسي وأمسك بمؤسسة الأمّة في ظل نواب رافضين لهيمنة الإخوان وسياسات الغنوشي في الممارسة السياسية سواء داخل قبّة البرلمان أو في الوسط السياسي والشعبي والرسمي وهذا ما دفع ب 73نائباً حتى الآن الى الطعن مباشرة بشخص الغنوشي كرئيس للبرلمان نتيجة سياساته المستبدة ودعواته الضامرة لمصادرة السياسات الخارجة عن طوع إرادته والتي تحمّل الإخوان مسؤولية تدهور الأمور و الأوضاع بشكل كبير في السياسة والأمن والإقتصاد باعتبار جماعة الغنوشي هي الجهة الناشطة والفاعلة والمؤثرة لا في بنية الدولة فحسب ومن خلال إمساكها بالإجهزة الحساسة في الأمن والعسكر بل في الشارع التونسي المحكوم لكواتم الصوت وتأديب من يتجرّأ على تعكير صفو سلطة الإخوان في تونس .

 

 

إقرأ أيضا : السياسيون لا يصابون ولا يموتون

 

رغم فيروس كورونا واستغلال السلطة لهذا الفيروس بتسكير البلاد وسجن العباد لقطع دابر المعارضة للسلطات الفاشلة في العالم العربي ينهض الشباب التونسي من كبوة الإعتماد على الإخوان في الدولة بعد أن آمنوا  بعيد الربيع التونسي بأن إسلام الغنوشي هو الحل وسرعان ما وجدوا في إسلام الغنوشي أكثر المشاكل قهراً والتي  لم تتعرض لمثلها تونس طيلة تجربتها السياسية فخرجوا على سلطة الإخوان تنديداً بسوء السياسة الغنوشية التي لم تقدم لتونس سوى الخراب الداخلي سياسة وإقتصاداً وأمناً وهذا ما عصف ويعصف بحياة التونسيين الذين لاموا خروجهم على زين العابدين بن علي بعد أن وجدوا في الطغمة الغنوشية الحاكمة التجربة المرّة و الكأس المسمومة .

 

 

هل ينجح التونسيون في الإنقلاب على الغنوشية الإخوانية كما انقلب المصريون على "المرسية" الإخوانية ؟ في مصرجيش ممسك بمفاصل الدولة وقد أتاحت له وحدته و عدم تمكّن الإخوان من ضرب وحدته وتخريب دوره من إزالة الإخوان عن حكم مصر وتمسكه مجدداً بدولة يعتبر نفسه مؤسسها منذ ثورة الضباط الأحرار في حين أن تونس قد تمّ فيها ضرب القيادة التفليدية للعسكر ومساهمة الإخوان في تفتيت الأجهزة الأمنية لصالح أجهزة ليلية مقنعة ترعى السهر على بقاء السلطة بيد الإخوان وهي تضرب بيد من حديد كل من يهدّد أمن وسلامة السلطة الإخوانية بمعنى أن ثمّة أجهزة إخوانية داخل الدولة وخارجها تنشط لصالح 


إستمرار الغنوشية السياسية في إدارة البلاد والعباد بإسم الإسلام وبإسم السيف .