اجتاح فيروس كورونا العالم وتعرض الصغير والكبير والفقير والغني والسياسي والمسؤول لإصابة شافية أو قاتلة ودون تردد منه يدخل كل بيت ولا يستثني أحداً فالكل بالنسبة له صيد ثمين للفتك أو للتشويه كي يقلّص من أعداد البشرية التي فاقت الطبيعة المستنزفة بكل ثرواتها وبات التوازن بين البشر والطبيعة مطلوباً وضرورياً كي لا تُفسدُ الطبيعة و تتآكل من جوع البشر.

 

 

سمعنا أن حكاماً في الدول المتقدمة ومن الصف الأوّل تعرضوا لجائحة كورونا من بين الناس العاديين وتعالجوا وهم قعود أو وقوف يتابعون سير السياسة لتسيير شؤون الناس ولم نسمع أن أحداً ممن أفاء الله عليهم ببركات لا تحصى ولا تُعدّ أنهم أصيبوا بفيروس كورونا وأنهم عانوا فقط من إرتفاع بسيط في الحرارة كي نقول الحمد الله أن ما عندنا من حكام هم معرضون كغيرهم من الناس الى الأمراض والأوبئة وأنهم يموتون كما تموت العامة من الناس فنستجير بالله كي يدفع عنهم شرور الفيروسات ويصحح عقولهم وبطونهم ويطببهم بطبه النبوي الخاص .

 

 

لا أعرف ما هي الأحراز التي تقي المسؤولين عندنا من كل الشرور ربما تنفعهم أحراز النعم الوفيرة والتي لا تسبب لهم أيّ مصاب يُذكر ويبدو أن السلطة حبة قاتلة للموت تفتك هي بالموت أو تمرضه و تغيبه عن المسؤولين ربما هناك حكمة سماوية أو أرضية لا نفقهها نحن العامة من الناس لأنها أحراز سحرة وفقهاء خبراء بعالم النجوم وما يدور في الفلك المشحون سبحانك قلت في كتابك الكريم والعزيز :  يأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " ومن يشيد البروج الأغنياء لأنالفقراء يسكنون الأكواخ و هذا يعني أن الخطاب القرآني موجه للزعماء الدينيين والسياسيين لأصحاب المال والسلطة والجاه من جماعات الأحزاب والحكّام ولكن لم نرى بأمّ العين ولم نسمع يا حكيم الحكماء أن من شيّد بُرجاً قد مات أو أتته المنية إلاّ بعد عجز وخرف أو أنّه قتل تصفية حسابات سلطة ومال أيّ أنه لم يمت كما تموت العامة ولم يُصاب كما تُصاب العامة .

 

 

إقرأ أيضا : باسيل صهر الرئيس ونجيب السيد

 

من الطبيعي أن لا نفهم خبايا الحياة والموت فهي بيد محكومة بالأسرار ونحن لا نجيد لغة الأسرار وهي من إختصاص جهابذة في علوم الأبراج المشيدة ونحن لا ننكر ذلك عليهم ولكن نأمل ولو لمرة واحدة أن نرى العبرة في التطبيق فنصحو وننام على خبر وفاة أو شفاء لأحد من أصنام الجاهلية الجديدة لا لنؤمن بقدر ما لتطمئن قلوبنا بأن الناس سواسية كأسنان المشط وهكذا تصبح للنصوص مصداقية في الواقع فلا نبتعد عنها ولا نرتعد منها فلا نرى بشراً من لحم ودم آلهة تُعبدُ من قبل من صنعها كونها لا تموت بسهولة و تُعمّر أكثر مما يعمّر الفلاحون والناشطون في البيئات الصالحة .

 

 

 يبدو أن السياسة والسلطة وما بينهما من أموال هي  البيئات الصحية والمناخ النظيف لطول العمر وعدم الإصابة بأي فيروس مهما كان خبيثاً و لئيماُ وهو مزود بتعليمات خاصة يبتعد من خلالها عن أئمة الأمّة وعن الملوك والرؤساء و اللأمراء والحكام والزعماء ومن منهم أقل شأناً في سلطة حزب أو سلطة مجتمع أو في أي حيّز تمارس فيه لعبة السلطة والمال وخاصة قيادات الفتح والفاتح والبعث والمبعوثو الحماس والمحموس والقاعد والمقعود والداعشي والمدعوش ومن قرب منهم من لحية أو بغير لحية ممن يرى يعين الله ويسمع  بأذن الأنبياء أو ممن كفر بالله  واستجار بحبل من الثورة التي تصلب أصناماً و تشيّد أصنام أخرى .