بين ثقة الحريري بنفسه وعدم ثقة اللبنانيين بدوره الحكومي تبقى الأزمة مفتوحة على احتمالاتها الصعبة خاصة في ظل إمكانيات معطلة أو غير متوفرة والرهان الكلي على المساعدات الخارجية قسمة ضيزة لإختلاف الرؤية السياسية حولها وتمسك القوى الفاعلة بعدم تقديم تنازلات لصالح الشروط الأميركية مهما بلغت القلوب الحناجر وهذا بحدّ ذاته مؤشر كبير على النتائج المرتقبة للحكومة القادمة .
 

لا يثق الكثير من اللبنانيين بدور الرئيس سعد الحريري في الحكومة القادمة لأسباب جمّة متعلقة بتجاربه المرّة في حكوماته السابقة و تعوده على تقديم التنازلات بشكل هابط أي أن الصولد الحكومي سياسة باتت ثابتة بالنسبة له لذا ما عاد حتى من صدّق به مؤمناً بدور الحريري في السلطة بعد أن خضع لإمتحانات متكررة كلها فاشلة كما يرى أصدقاؤه .

 

 

لهذا لم يفرح أحد بمجيء الشيخ سعد الحكومي أو بعودته غير السارة للتأليف والتشكيل ومن ثم الوقوف شاهداً على الجريمة سوى الحاج خلاص الذي ضاق ذرعاً باللبنانيين بعد أن تهاوى الجميع تحت وطأتي الفقر وعدم الإهتمام والإكتراث من قبل حيتان المال والسلطة وبعد أن اجتمع جمع شتات المختلفين من أحزاب الطوائف على قتل الثورة و جعلها ضحية جديدة من ضحاياهم وهبوا هبّة الرجل الواحد للزود عن بعضهم البعض بعد أن قالت الثورة كلمتها المشهورة : كلهم يعني كلهم .

 

 

بدا الحريري منهمكاً ومستعجلاً في إحياء ما هو ميت في ضمير السياسيين بوعود ممجوجة ولكن هذه المرة ملفوفة بعلم فرنسا أمهم الحنونة وحاول أن يقدم نفسه كتجربة بكرية وكأنه يتسلم زمام المبادرة الحكومية لأوّل مرة وهو لم يدخل بها ولم ينجب منها ما في المغارة ولم يقدم على بيع ما حلف بعدم بيعه كرمى لسلطة تتطلب عدم عدّ التنازلات كونها ستصبح عادة سهلة لمن أخذت رجليه على قصر الرئاسة وارتاحت قفاه على كرسي السلطة .

 

 

لكن ذلك لم يفتن أحداً من المشاهدين وهذا ما جعل من التذاكي الحريري خدعة غير مستساغة في زمن لم تعد تنطلي فيه حبال السياسة على أحد من الناس المتابعين لتجربة باتت محسوبة ومعروفة من التأليف إلى التشكيل إلى الإستقالة خاصة وأن مقدمة الحكومة القادمة مبنية على تنازل صريح لصالح الثنائي الشيعي لجهة وزارة المال وهذا ما سيدفع بالتيار الوطني الحر الى التمسك بجبرانية الوزارات الدسمة مما يعني أن أخطبوط المحاصصة يسبح جيداً في بركة حكومة الحريري و هذا ما أعطى أيضاً الإنطباع السيء عن الحكومة القادمة لخضوعها لشروط مسبقة .

 

إقرأ أيضا : مناصروا المستقبل أسوأ من موتسكيلات الخندق

 


بين هذا وذاك أيّ بين ثقة الحريري بنفسه وعدم ثقة اللبنانيين بدوره الحكومي تبقى الأزمة مفتوحة على احتمالاتها الصعبة خاصة في ظل إمكانيات معطلة  أو غير متوفرة والرهان الكلي على المساعدات الخارجية قسمة ضيزة لإختلاف الرؤية السياسية حولها وتمسك القوى الفاعلة بعدم تقديم تنازلات لصالح الشروط الأميركية مهما بلغت القلوب الحناجر وهذا بحدّ ذاته مؤشر كبير على النتائج المرتقبة للحكومة القادمة .

 

 

وحده كما ذكرت الحاج خلاص مبسوط بما توصل اليه أرباب أحزاب الطوائف و طواقم الطوائف لعلّ وعسى تأتي النتائج معاكسة لسُنة الحريري في الحكومة من خلال اعتماده على الصلاحيات وعلى متطلبات الشارع الذي لا يخذل من يقف معه بأعمال مباشرة لا بوعود تذهب بأدراج الرياح الآتية كما ذهبت من قبلها وعود حريرية بأدراج رياح عاتية .