ما هي الأسباب التي دفعت إيران إلى اتخاذ موقف معتدل ومتسالم أمام السعودية بينما الأخيرة لا تزال تعيش أزمة خاشقجي؟
 


يقول رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي أن إيران مستعدة للجلوس على طاولة الحوار مع المملكة العربية السعودية مضيفا أن هذا الحوار ضروري نظراً للأوضاع الهشة التي تعيشها المنطقة. 

تأتي أهمية تصريحات كمال خرازي من أنه من المقربين جداً من المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي وأحد  مستشاريه وبطبيعة الحال فإن تصريحاته تعكس موقف خامنئي.

ما هي الأسباب التي دفعت إيران إلى اتخاذ موقف معتدل ومتسالم أمام السعودية بينما السعودية لا تزال تعيش أزمة خاشقجي؟ 

أولاً إن إيران قلقة جداً من تقرب الكيان الصهيوني من المملكة السعودية حيث أن  التقارب بينهما يفرض عزلة إقليمية على إيران وعليه لا تريد إيران أن تخسر السعودية بالرغم من أن هناك خلافات كثيرة بينهما على المستوى الإقليمي.

ثم إن إيران التي تواجه أزمة العقوبات الأميركية هي بحاجة إلى إزالة التوتر مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة السعودية لفتح طريق للخروج من الأزمة. 

إقرأ أيضًا: العقوبات الأميركية استهدفت الشعب ولا النظام

ثم إن وصول الطرفين إلى صيغة سلمية لحل الأزمة اليمنية سيخلصهما من هذا الملف المكلف جداً اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً. 

جاءت تصريحات وزير خارجية إيران السابق كمال خرازي بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً يدعي أن محمد بن سلمان خطط لإغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد لواء القدس للحرس الثوري الإيراني في العام 2017 ما يعني أن إيران لم تصدق تلك الرواية النيويوركية ولم تكترث بها رسمياً وربما تعتبره فخاً أميركياً للمزيد من العداء بين إيران والسعودية. 

كما أن تلك الرواية النيويوركية جاءت بعد إعلان السعودية عن نيتها بتقليص مليون برميل من صادراتها للخام بحلول الشهر المقبل ما أثار ارتياح إيران من استقرار أسعار النفط وأزعج الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يطالب بالمزيد من إنتاج نفط دول منظمة الدول المصدرة أوبيك لتغطية فراغ الخام الإيراني. 

إن ما يتوقع حالياً هو إقدام الولايات المتحدة على خلق المزيد من الملفات التي تزيد الكراهية والعداء بين إيران والسعودية كما أن في الداخل الإيراني هناك مجموعات وفئات من الشبيحة لم يتوقفوا عن نسج الأوهام لحادث منى الذي حدث قبل ثلاث سنوات ويحاولون الصيد في الماء العكر.