إيران تُظهر للسعودية بأنها لم تقعد لها بالمرصاد ولا تريد ركوب الموجة الموجهة ضد المملكة
 

 

بعد مضي ثلاثة أسابيع على قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، تستمر إيران في صمتها تجاه القضية بالرغم من أن الموقف اليتيم الذي اتخذته وزارة الخارجية قبل أسبوع على لسان متحدثها قد وعد بأن إيران تنتظر التحقيقات التي تجري حالياً لتعلن عن موقفها بعد ذلك. هذا هو التصريح الوحيد الذي أدلى به بهرام قاسمي خلال مؤتمره الصحفي رداً على سؤال صحفي طالب منه الكشف عن موقف إيران تجاه القضية مما يعني بأن إيران لم تكن تكترث بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد لو لم يكن هناك سؤال صحفي.

 

وكان لافتاً أن إيران لم تنهِ بصمتها بعد ما تبين الموضوع وقبلت المملكة العربية السعودية أن قتل خاشقجي تم داخل مبنى قنصليتها بإسطنبول.

وهكذا يبدو أن إيران تفضل البقاء في الموقف المحايد من القضية التي شغلت بال جميع بلدان العالم ودفعت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى  اتخاذ موقف مشدد تجاه حليفته الأولى في الشرق الأوسط. 

 

أما الصحف الإيرانية فعدد منها يرى أن هناك تواطؤ أميركي سعودي للتستر على خفايا القضية وفق صحيفة جمهوري إسلامي في حين يرى المحلل السياسي لصحيفة جوان المقربة من الحرس الثوري أن قضية خاشقجي هي قصة ملفقة من أجل تبرير صفقات السلاح بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية  السعودية لحلب الأخيرة كما صرّح  ترامب في وقت سابق. 

وتقصد صحيفة جوان أن أمريكا حاولت عبر تلك الأزمة حشر السعودية في الزاوية لتبتزها وتحلبها قدر المستطاع. 

 

إقرأ أيضا : ما هو الثمن الذي ستدفعه السعودية لإغلاق قضية جمال خاشقجي؟

 

 

وفي حين يتعود الحرس الثوري الإيراني على إصدار البيانات بشأن قضايا صغيرة وكبيرة دولية من المفترض أن تعبر وزارة الخارجية عن موقف إيران الرسمي تجاهه إلا أنه التزم الصمت أسوة بالحكومة. وفوق ذلك فإن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لم يتطرق الى الموضوع بالرغم من انه خاطب زواره مرتين على الحد الأدنى خلال 20 يوم الماضية ولكنه مرّ بالقضية مرور الكرام مما يعني بأن قرار الصمت تم اتخاذه في أعلى مستويات  صنع القرار الإيراني. 

 

هناك أسباب محتملة لهذا الصمت الطويل. منها أن  إيران هي بدورها متهمة بقضايا إرهابية وآخرها إعتقال دبلوماسي إيراني في ألمانيا إتهم بنقل متفجرات إلى فرنسا لتفجير الإجتماع الذي عقدته منظمة مجاهدي خلق بالعاصمة الفرنسية قبل شهرين. ولكن إيران ترفض رسمياً أي مخطط لها للقيام بتلك العملية. 

 

وهناك إحتمال آخر وهو أن الجمهورية الإسلامية في إيران ربما ترى في تلك الأزمة التي تعيشها المملكة العربية السعودية فرصة لها لطي صفحة الماضي مع جارتها وإعادة المياه إلى مجاريها فيما يتعلق بالعلاقة معها.

 

ويبدو أن إيران تُظهر للسعودية بأنها لم تقعد لها بالمرصاد ولا تريد ركوب الموجة الموجهة ضد المملكة، خاصة وأنها تشنها الولايات المتحدة. 

 

فإيران لديها قناعة بأن رأس الحربة يجب توجيهه ضد الولايات المتحدة وأن الدخول في المواجهات مع الآخرين يستنزف طاقاتها.