تحوّل جميل السيد إلى لواء برتبة مغرّد للتنكيد على نبيه بري
 

 

لم يعد مخفياً أن النائب اللواء جميل السيد مهمته الوحيدة في مجلس النواب و الحياة السياسية هي التنكيد على الرئيس نبيه بري .

فهو لم يُوّفر الرجل من نيرانه أبداً ، وإن كانت حملاته على بري جاءت بالتدرّج .

من أسبوعين تقريباً ، غرّد جميل السيد ، وهو النشاط الوحيد الذي يُجيده حتى الآن ، عبر تويتر متهماً " الزمرة " التي تحيط بالرئيس بري بأنها تبحث عن شعبية لها .

لكنه بالأمس ، أطلق نيرانه مباشرة على بري ، في أول تصريح ناري له من هذا النوع حيث غرّد كاتباً :

" لا بقاعي ولا جنوبي!

‏الشيعة بالسياسة جناحان:

‏شيعةالدولة برئاسة الرئيس برّي،

‏وشيعةالمقاومة بقيادة سماحة السيّد!

‏شيعةالمقاومةقاموا بواجبهم كاملاً ضد العدو جنوباً وضد الإرهاب بقاعاً!

‏شيعةالدولة أعطوا الجنوب كثيراً،

‏ولم يُعْطَ البقاع ما يستحقّه!

‏البقاع اليوم قنبلة موقوتة،

‏لا تخسروه..."

 

 

إقرأ أيضا : اللواء جميل السيّد..قسمةُ الجنوب وقسمة البقاع قسمةٌ ضيزى

 

 

وإن كانت التغريدة السابقة والتي سبقها عدة تغريدات قد لاقت حالة إعتراض من حزب الله عبر الشاعر علي عباس ، إلا أن التغريدة الأخيرة لم يصدر أي تعليق لمسؤول من الحزب عليها .

بل كان واضحاً حجم التضامن الشعبي من قبل جمهور " حزب الله " خصوصاً في البقاع مع تغريدة السيد ، ومن ناشطين بارزين يعملون في الإعلام الإلكتروني للحزب .

حاول السيد في تغريدته اللعب على الحساسيات المناطقية ( بقاعي - جنوبي ) وهي بالمناسبة قضية تطرّق لها السيد حسن نصر الله قبل الإنتخابات وإتهم من يُثيرها بأنّه أخطر من داعش وإسرائيل .

لكن بطبيعة الحال وَكما أصبح معروفاً ، فإن جمهور الحزب ينسى بسرعة خطب قائده ويؤوّلها على مزاجه الخاص .

لكن ما سرّ التوقيت الذي غرّد فيه جميل السيد هذه التغريدة ؟

لعلّ فحوى التغريدة لوحده يدل على هدفها وأسرارها ، فهي تغريدة شعبوية تبغي تحقيق عدة أهداف .

فالهدف الأول هو تحميل مسؤولية الحرمان في بعلبك الهرمل لنبيه بري وإزاحة هذا الهمّ عن كاهل حزب الله الذي تعرّض لإنتقادات واسعة من بيئته في البقاع لتقصيره بموضوع رفع الحرمان .

أما الهدف الثاني ، فهي محاولات جميل السيد تقليد مسيرة نبيه بري بتعاطيه مع ملف الجنوب ، حيث إستطاع بري تكريس زعامته في تلك البقعة الجغرافية .

وبغضّ النظر عن أدوار جميل السيد في فترة الوصاية السورية لتعطيل كل مشاريع الإنماء الذي حاول بري تمريرها في البقاع عبر شعاره الشهير " إلى البقاع درّ " فإن السيد يريد تكريس وبناء زعامته الخاصة في البقاع ليصبح مؤهّلاً لترؤس مجلس النواب ووراثة دور وزعامة بري .

وهو صرّح بذلك قبل الإنتخابات ، عندما قال أن من حق البقاع أن يكون له رئيس مجلس نواب .

لكن هل السيد صادق في شعاراته لرفع الحرمان ؟

كما يقول المثل " الماء تُكذّب الغطاس" ، والحال نفسه مع جميل السيد ، فهو إعترف سابقا بأن جميع النواب والوزراء ورؤساء الحكومات كان ينتظرون بالدور ليقابلوه وكان " حاكمهن بالصرماية " أيام الوصاية السورية ، ومع هذا لم يرفع الحرمان عن أهله في تلك المنطقة رغم إمتلاكه كل هذه القوّة.

بل أكثر ، فإن السيد تحوّل إلى مغرّد بعد الإنتخابات ولا يجيد سوى الكلام .

بالأمس ، وهو يغرّد ، كان هناك مؤتمر للمجلس الإقتصادي الإجتماعي في البقاع لنقاش مطالب وحاجات المزارعين .

وبحسب المعلومات المتوافرة فإن جميل السيد كان مدعواً لهذا المؤتمر ، لكنه لم يحضر .

لماذا ؟

ربما لأنه لا يملك الوقت لهكذا مؤتمرات تعالج قضايا أهالي بعلبك الهرمل ، فهو متفرّغ لبناء زعامته الخاصة والتنكيد على نبيه بري عبر التغريد فقط .

إنّه رجل الكلام لا الأفعال ، وتحوّل إلى لواء برتبة مغرّد.