يبدو أن المرشد الأعلى الإيراني نجح في إلقاء حجر في المياة الراكدة الأوروبية ودفع الدول الأوروبية الرئيسية الى التحرك نحو إنقاذ الاتفاق النووي
 

 

 أعطت كلمة المرشد الأعلى الإيراني آية الله "خامنئي " ثمارها بعد يوم ، بكشف الدول الثلاث الأوروبية عن رسالة قد بعثوا يوم الاثنين الماضي 4 يوليو الى الولايات المتحدة مطالبين فيها باعفاء شركاتهم من الإجراءات العقابية التي تترتب على العقوبات الأميركية الجديدة على إيران.

وبغض النظر عما وردت في تلك الرسالة، فإن ما يلفت النظر في الموضوع انه تم توجيهها الى حكومة ترامب بشكل سري ولم يتم الإعلان عنها إلا بعد انذار خامنئي الشديد للدول الأوروبية الذي رافقه أمر قيادي لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية بإعداد المقدمات اللازمة لتشغيل 190 ألف سو ( جهاز الطرد المركزي)، فبعد ذاك الإنذار والقرار القيادي اضطرت الدول الثلاث الأوروبية ( فرنسا وانكلترا وألمانيا)  للإعلان عن مبادراتهم للحفاظ على الإتفاق النووي أو إنقاذه. 

إن الإعلان عن توجيه تلك الرسالة لا يهدف إلا إلى تطمين إيران بصدقية أوروبا وجديتها في الإبقاء على الاتفاق النووي بعد انسحاب ترامب منه. 

الرسالة موقعة من قبل وزيري المالية والخارجية لكل من تلك الدول الثلاث الى كل من وزيري الخزانة والخارجية الأميركية ستيفن منوتشين ومايك بومبيو وورد فيها: 

"كحلفاء نتوقع من الولايات المتحدة الإمتناع عن اتخاذ إجراءات تضر بالمصالح الأوروبية الأمنية. "

 

إقرأ أيضا : هل أطلق خامنئي رصاص الرحمة على الإتفاق النووي؟!

 

وحددت الدول الثلاث المجالات التي يريدون أن تشملها الإعفاءات ومنها قطاعات الأدوية والرعاية الصحية والطاقة والسيارات والطيران المدني والبنوك. 

الى الآن يبدو أن المرشد الأعلى الإيراني نجح في إلقاء حجر في المياة الراكدة الأوروبية ودفع الدول الأوروبية الرئيسية الى التحرك نحو إنقاذ الاتفاق النووي. 

لو تنجح إيران في الحصول على امتيازات أوروبية واقناع الشركات الأوروبية في البقاء في إيران والتعامل معها فإن العقوبات الأميركية لن تؤثر عليها قيد أنملة حيث أن إيران لن تخسر شيئا بفعل تلك العقوبات في ظل خلوها من أي شركة أميركية. 

إن إيران صمدت أمام العقوبات الدولية في عهد أحمدي نجاد التي شاركت فيها أوروبا وروسيا والصين بجانب أمريكا وجميع دول العالم! فكيف بها اذا رفضت روسيا والصين وأوروبا تنفيذ تلك العقوبات؟!

الكرة الآن في ملعب أوروبا. هل ستجبر أوروبا الولايات المتحدة على استثناء شركاتها من حظر التعامل مع إيران؟ واذا رضخت الولايات المتحدة لطلبها هل يبقى معنى للعقوبات على إيران؟!