توقع بإسقاط حكومة الرئيس المعتدل روحاني من قبل المتشددين وليس إسقاط النظام الإيراني من قبل أمريكا وإسرائيل
 

قدّم وزير الخارجية الفرنسي لودريان تحليلا رائعا لتأثير انسحاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي على موازين القوى في ايران قائلا: "ان سياسة ترامب ستؤدي الى إضعاف موقع المعتدلين العقلاء وتقوية التيار المتشدد".
وهكذا يحذر الوزير لودريان من تداعيات السياسة الترامبية غير الحميدة على الداخل الإيراني، وهناك مجموعة من الأدلة والقرائن تدعم تحليل لودريان وتدفع إلى توقع إسقاط حكومة الرئيس المعتدل روحاني من قبل المتشددين وليس إسقاط النظام الإيراني من قبل أمريكا وإسرائيل!

إقرأ أيضًا: دليل إسقاط النظام الإيراني


فمنذ شهرين يتحدث نواب وخبراء متشددون ايرانيون عن ضرورة صعود شخصية عسكرية إلى المنصة الرئاسية في إيران حيث أن العسكر هو الذي يتمكن من الحكم الرشيد وحل العقد المتحكمة في البلاد سياسيًا واقتصاديًا. 
هذا وإن قائدًا سابقًا للحرس الثوري وهو محسن رضائي اختبر حظه للرئاسة مرات عدة وفشل في جميعها فشل ذريعا لقلة اصواته ما يعني بأن الشعب الإيراني لا يحبذ رئيسا عسكريًا للبلاد على عكس الشعب المصري. 
فاذا كان الأمر كذلك وبات من الواضح جدًا ان طريق العسكر الى القصر الرئاسي مسدود فلماذا يتحدث قياديون سابقون للحرس الثوري ومنهم النائب بور مختار والمستشار العسكري السابق حسين الله كرم عن معجزة العسكر الرئاسية؟ 
يبدو ان المتشددين لم يبق لديهم أمل في الفوز في الانتخابات الرئاسية وعبر صناديق الاقتراع وأن الفرصة الوحيدة لتحكمهم على البلاد من موقع السلطة التنفيذية هي المؤامرات أو المواقف العدائية التي تحيكها وتتخذها الولايات المتحدة في ولاية ترامب. 

إقرأ أيضًا: لماذا انسحبت الولايات المتحدة من الإتفاق النووي؟


وكدليل واضح على هذا الرهان هو أن المتشددين الإيرانيين لا يلومون الرئيس الامريكي ترامب على إعلان انسحابه من الاتفاق النووي وبل يلقون باللائمة على حكومة الرئيس روحاني وفريقها المفاوض وكأنهم ارتكبوا خيانة عظمى للوطن عبر المفاوضات وهم مسؤولون عن خرق ترامب الإتفاق النووي!
وبينما أظهر المرشد الأعلى آية الله خامنئي امتعاضه من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي نرى قائد الحرس الثوري يهنئ الشعب الإيراني على انسحاب الولايات المتحدة ويحمد قائد الجيش الايراني الله على ذاك الانسحاب! 
هل إيران مقبلة على مرحلة لحكم العسكر بعد أربعين عامًا من الثورة ومن خلال عسكرة موازين القوى والعلاقات في المنظقة وليس من خلال صناديق الاقتراع؟!