وقوف أوروبا الهش والمتردد أمام انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أوصل إيران الى القناعة بأن الإلتزام بالإتفاق النووي لم يعد يجدي نفعًا
 

أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية عن شروطه لبقاء إيران داخل الإتفاق النووي.
وبعد أن وجّه خامنئي انتقادات حادة للولايات المتحدة على عدم احترامها لعقودها وقراراتها وأنها لا يمكن التعامل معها حيث أنها غير قابلة للثقة، طرح ستة شروط لاستمرار الاتفاق النووي مع الأوروبيين وهي كالتالي: إصدار قرار أممي يندد بالولايات المتحدة على انسحابها من الاتفاق النووي، ضمان التبادل التجاري مع إيران من قبل البنوك الأوروبية، ضمان أوروبي لبيع البترول الإيراني بشكل كامل، ومكافحة العقوبات الأميركية. 
وهدّد خامنئي بأن إيران ستحتفظ بحقها في الانسحاب من الاتفاق النووي واستئناف التخصيب النووي بحال تملص الأوروبيين من الاستجابة لمطالبنا، وأكد خامنئي على ضرورة جهوزية المنظمة الوطنية للطاقة الذرية لإستئناف التخصيب بمستوى 20 في المائة اذا اقتضى الأمر.

إقرأ أيضًا: هل ترفع إيران راية الإستسلام؟
وأضاف خامنئي بأن أوروبا يجب عليها ان تصدر قرارًا لادانة للولايات المتحدة على انسحابها من الاتفاق النووي اضافة الى انها يجب عليها أن تتعهد بعدم الخوض في موضوع أنشطة إيران  الصاروخية. 
وكان المرشد الأعلى الإيراني دقيقا في اختيار الكلمات حيث انه قال: "عندما نجد ان الالتزام بالاتفاق النووي لا يجدي نفعا أو لا يلبي حاجات إيران وحقوقها التي صرّح بها نص الاتفاق النووي فإن هناك حلولا احدها هو استئناف التخصيب".
وقبيل عقد الاجتماع الذي تحدث فيه خامنئي أصدرت وزارة الصناعة والتجارة الإيرانية تعميما ارشاديا لرجال الأعمال الإيرانيين يتعلق بخيار إيران للانسحاب من الاتفاق النووي واستعدادهم لتحقيق هذا الخيار.

إقرأ أيضًا: روسيا تطالب بخروج القوات الإيرانية من الأراضي السورية
وقوف أوروبا الهش والمتردد أمام انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أوصل إيران الى القناعة بأن الإلتزام بالإتفاق النووي لم يعد يجدي نفعا لها لأن العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وأميركا عميقة ومتشابكة بحيث يجعل من المستحيل وقوع حرب اقتصادية بينهما، وعلى سبيل المثال يتجاوز حجم العلاقات التجارية بين ألمانيا وأميركا 130 مليار دولارًا بينما حجم العلاقات التجارية بين إيران وألمانيا يعادل 3 مليارات دولارًا. 
وبات من الواضح ان أوروبا ليست مستعدا لدفع جميع تكاليف الإبقاء على الاتفاق النووي بعد إنسحاب الولايات المتحدة منه، هل ستتمكن أوروبا من إجتذاب ثقة المرشد الأعلى آية الله خامنئي أو الأخير سيرضى بالحد الأدنى من الامتيازات التي تمكن أوروبا من منحها لإيران مقابل عدم انسحابها من الاتفاق النووي؟ 
شبه المرشد الأعلى الإيراني، الولايات المتحدة ب "توم" الشخصية الكرتونية الشهيرة (القطة) واثقا بأنها تفشل دوما في اصطياد جيري! 
هل سيتم تسجيل قصة توم وجيري هذه المرة وعلى أرض الواقع بشكل مختلف عن الماضي؟!