إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي ألغى فعلًا إستخدام آلية عودة العقوبات التي تم إدراجها في نص الاتفاق النووي
 

المواجهة التي انطلقت اليوم بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية هي أولى ثمرات مبادرة الرئيس دونالد ترامب في الخروج من الاتفاق النووي ويثبت أن إلغاء الاتفاق النووي لن يؤدي إلا الى المزيد من الأمن لحليفة أميركا الأولى في الشرق الأوسط كما أنه لن يخدم أمن المنطقة والعالم وسوف تثبت الأحداث بأن ما قام به ترامب هو خطأ إستراتيجي بامتياز. 
لا شك في ان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أضر بمصداقية الولايات المتحدة وسمعتها وجعلتها غير قابلة للثقة كما أكد عليه المرشد الأعلى الإيراني آية الله "خامنئي" منذ بدء المفاوضات النووية بين إيران ودول 5+1 وذكر "خامنئي" خلال كلمته يوم الأمس الشعب الإيراني بأن ما تحقق أخيرًا هو تحقيق ما كان يحذر منه هو منذ اليوم الأول وأعاد تحذيره بالنسبة للأوروبيين قائلا إنني لا أثق بالأوروبيين أيضًا مطالبًا أخذ الضمانات الوثيقة من الأوروبيين. 

إقرأ أيضًا: ترامب سيعلن الليلة خروج بلاده من الإتفاق النووي
بغض النظر عن الضرر الذي لحق مصداقية أميركا وله تأثير مباشر على المفاوضات مع كوريا الشمالية هناك فرص لإيران أولًا لإستئناف قسم من أنشطتها النووية المجمدة بشكل قانوني حيث أن الإتفاق النووي يسمح لإيران استئناف أنشطتها المحظورة بحال عدم التزام الطرف الآخر بالرغم من التزام إيران بتعهداتها.
ثم أن إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي ألغى فعلا إستخدام آلية عودة العقوبات التي تم إدراجها في نص الإتفاق النووي لحالة خرق إيران تعهداتها. وبتعبير آخر لا يحق لأي من أعضاء المفاوضات النووية أن تقدم شكوى ضد إيران الى اللجنة المشتركة وثم الى مجلس الأمن ويطالب بعودة العقوبات ضد إيران. 

إقرأ أيضًا: السيستاني ضمير العراق الديمقراطي الحي
كما أن أميركا حرمت نفسها من حقها في التصويت في اللجنة المشتركة المراقبة على تنفيذ الاتفاق النووي. 
نعم العقوبات التي تعيدها الولايات المتحدة ضد إيران ستترك تأثيرها على الاقتصاد الإيراني ولكن لن تبلغ قسوتها الى مستوى الحظر الشامل الذي فرضت حكومة أوباما ضد إيران في 2012 ورافقته الدول الأوروبية التي تريد الآن تطمين إيران من التزامها بالاتفاق النووي وتطلب من إيران استمرارها في الالتزام به.
وفيما يتعلق بأمن إسرائيل ستحاول إيران أن تثبت بأن خطوة ترامب لن تؤدي إلى نتائج إيجابية مما يلقي باللائمة على ترامب ويحمله تبعات انسحابه من الاتفاق النووي.