طالما عبّر ترامب عن الإتفاق النووي بأنه أسوء الإتفاقات في تاريخ أميركا
 

سيعلن الرئيس دونالد ترامب  بعد ساعات انسحاب بلاده من الاتفاق النووي تنفيذا لوعده الانتخابي وقبل ثلاثة أيام من الموعد المحدد أي 12 من الشهر الجاري. 
ونظرا لأن الموعد الأقصى لإعلان الموقف من التزام إيران بتعهداتها المحددة في الاتفاق النووي هو يوم السبت المقبل وهو يوم العطلة فإن الرئيس ترامب فضل استباق الموعد حتى يتمكن من اجتذاب الرأي العام العالمي. وتقديم الموعد هذا يمثل إشارة واضحة الى أنه يريد اتخاذ موقف متشدد من الاتفاق النووي الذي طالما عبر عنه بأنه أسوء الاتفاقات في تاريخ أميركا ووعد الشعب الأميركي بالخروج منه وبالتحديد تمزيقه بحال فوزه في الانتخابات الرئاسية. ووفق معايير الوفاء بالوعود يبدو أن ترامب ماطل كثيرا وأجل تنفيذ وعده الى اليوم ، أي بعد مضي عام على وصوله الى البيت الأبيض. وبما ان الرئيس ترامب يصر على تنفيذ وعوده الانتخابية فإنه سيتخذ من إلغاء الاتفاق النووي كورقة لإثبات مصداقيته عند الرأي العام الأميركي ويستخدمه كورقة رابحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبالرغم من المحاولات التي بذلتها دول أوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وبريطانيا لإبقاء ترامب في الاتفاق النووي إلا ان هناك حلفاء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبالتحديد الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية تضغط على ترامب للخروج من الاتفاق النووي ، وبينما تعتبر السعودية أن رفع الحظر عن إيران تسبب في توسيعها تدخلاتها العسكرية في المنطقة العربية والإسلامية ترى إسرائيل أن إيران ستكون مصدر أساس لتهديد أمنها القومي عبر مواطئ القدم التي تكونها في البلدان العربية.

إقرأ أيضًا: من يتضرر من إلغاء الإتفاق النووي ومن يربح؟

 

وفيما يتعلق بالموقف الإيراني قبيل خروج الرئيس ترامب من الاتفاق النووي فإن هناك مواقف متأرجحة يصعب معها التأكد من الموقف الحقيقي الذي ستتخذه إيران الليلة أو غدا الأربعاء. تبدأ تلك المواقف بمقترح نائب قائد الحرس الثوري حسن سلامي الذي طالب بإعلان الخروج من الاتفاق النووي قبل خروج ترامب منه والبدء بتخصيب اليورانيوم وصولا الى موقف الرئيس حسن روحاني الذي أكد على إمكان ابقاء بلاده على الاتفاق النووي شرط تسديد الأوروبيين حاجات إيران في مختلف المجالات وبل انه فضل خروج الولايات المتحدة مع إستعاضة الأوروبيين والإستعانة بهم  حيث أن بقاء الولايات المتحدة لم يكن يجدي نفعا لأنها كانت تعرقل مسيرة تطبيق الاتفاق النووي ناهيك عن الالتزام بتعهداتها. 
وهناك موقف آخر عبر عنها دبلوماسيون كبار ومنهم وزير الخارجية ظريف الذي توعد الولايات المتحدة بمفاجئات ستكشف عنها بلاده. 
وايا يكن موقف الرئيس ترامب فإن اليوم المقبل لا يكون كقبله من الأيام وسيستيقظ العالم غدا ويرى الوضع مختلفا عما هو في اليوم الماضي. بطبيعة الحال سيعلن الاتحاد الأوروبي موقفه بعد انتهاء  خطاب الرئيس ترامب كما روسيا والصين ولكن الأنظار ستتجه بعد خطاب ترامب الى طهران. هل احتفظت طهران بأوراق حاسمة لها لم تكشف عنها حتى اليوم؟! هل يكفيها دعم الروس والصين ووعود الاتحاد الأوروبي ومحفزاتهم لإبقاء إيران على الإتفاق  النووي؟