ليس خفيًا أن نتنياهو يريد من وراء تلك المسرحية خلق أرضية ملائمة لقرار الرئيس الأميركي في 12 من الشهر الجاري حول تمديد رفع العقوبات
 

عاد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الى خشبة المسرح لعرض مسرحيته الجديدة حول أنشطة إيران النووية وادعى أن بلاده حصلت على مجموعة من الوثائق التي تتعلق بالملف النووي الإيراني وتثبت استمرار إيران في محاولة الحصول على القنبلة النووية بعد توقيع الاتفاق النووي.
ليس خفيًا أن نتنياهو يريد من وراء تلك المسرحية خلق أرضية ملائمة لقرار الرئيس الأميركي في 12 من الشهر الجاري حول تمديد رفع العقوبات أو إستئناف العقوبات ضد إيران تحت ذريعة خرق الأخيرة تعهداتها في الإتفاق النووي.  

إقرأ أيضًا: إيران: السلطة القضائية تواجه الرئيس
واستعجلت الولايات المتحدة الى تبني المعلومات التي تفيدها تلك الوثائق واتخذت فرنسا موقفًا مغايرًا حيث نوهت الى ان الوثائق التي كشف عنها نتنياهو هي تؤكد أهمية الاتفاق النووي ودوره في التحكم على أنشطة إيران النووية من دون إبداء الرأي في تفاصيل تلك الوثائق وأنها تعود الى قبل الاتفاق النووي أو بعده.
كما أن الممثلة الأوروبية للسياسة الخارجية فدريكا موغريني اكتفت بالقول أن إيران لم تخرق الاتفاق النووي وأن الاتفاق النووي مؤسس على عدم الثقة المتبادلة حيث لو كانت هناك ثقة لما كانت حاجة الى الاتفاق. 
ما هي حقيقة تلك الوثائق التي يقول الكيان المحتل ان قواتها الاستخباراتية خطفتها من قلب العاصمة الإيرانية طهران و تحديدا من مستودع متروك؟ هل من المعقول ان تحتفظ وثائق سرية مصيرية بهذا المستوى في مستودع خارج القواعد العسكرية بحيث تقدر مخابرات العدو على سرقتها ونقلها الى اسرائيل ووزنها يصل الى 500 كيلو؟! 

إقرأ أيضًا: إيران وكوريا الشمالية: من تقتدي بمن؟
تلك الوثائق والمستندات التي عرضها نتنياهو لا تتعلق بارشيف المؤسسات الخدماتية كالماء والكهرباء وإنما هي تتعلق بملف بالغ الأهمية وهو الملف النووي الذي تحملت إيران عليه تكاليف باهظة. 
ان الفرضية الوحيدة التي يمكن اعتبارها معقولة هي أن نقل تلك الوثائق التي يعتبرها نتنياهو صيدا ثمينًا تم بإرادة إيرانية وتعمدها في إيصال رسائل رادعة لترامب، ان تلك الوثائق التي عبرت عنها الوكالة الأممية للطاقة الذرية بأنها لا تتضمن جديدًا تعود الى قبل 2009 على الحد الأدنى وليس الى ما بعد التوقيع على الاتفاق النووي في يونيو 2015 وعليه لا تمثل نقض إيران تعهداتها النووية كما انها لا تفيد بأن إيران قد حصلت على الرؤوس النووية وإنما هي رسالة إيرانية - على ما يبدو الى الولايات المتحدة تطمئنها بأننا سنعود الى ما كنا عليه ان عدتم الى فرض العقوبات. 
هذه رسالة إيرانية ترسلها إيران عبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني الى الرئيس ترامب.