هل يشكل خوف الرئيس روحاني من سقوط حكومته على يد الحرس دافعا حقيقيا لتوجيه انتقاداته لهم ؟
 

 

قال الرئيس حسن روحاني في خطابه بمراسم عيد الجيش الإيراني أن " الجيش الإيراني يفهم السياسة ولكنه لا يتورط في اللعبة السياسية تنفيذا لوصية الإمام الخميني الذي حذر العسكر من التدخل في الشؤون السياسية " وأثنى روحاني على وقوف الجيش حياديا أمام المعارك السياسية الداخلية مضيفا أن "  قادة الجيش يتنزهون عن التورط في أي فساد مالي. "

تلك الكلمات أضرمت النار في الهشيم واعتبرت المصادر المقربة من "الحرس الثوري " أن الرئيس روحاني طعن الحرس عندما مدح الجيش بعدم التدخل في السياسة ونزاهته المالية.

عبد الله غنجي رئيس تحرير صحيفة جوان المقربة من الحرس اتهم الرئيس روحاني بالتستر على الفساد المالي الذي تورط فيه مقربوه وخاصة شقيقه حسين مطالبا الرئيس بعرض لائحة أمواله وممتلكاته للمواطنين أسوة بالرئيس الأفغاني ونفى تورط قادة الحرس  في أي ملف للفساد المالي الا في قضية واحدة حيث أن عنصرا للحرس تورط في الفساد المالي وهو كان قد نقل منذ 10 سنوات من الحرس إلى مؤسسة أخرى. 

كما اتهم غنجي الرئيس باستمالة الغرب والإيحاء لهم بأنه ليس مع الحرس والحرس ليس معه، إلا أن الغرب استهدف كيان "الثورة الإسلامية " وطالما تحتفظ البلاد بهويته الإسلامية فإن الغرب لن يلتزم بتعهداته ووعوده للرئيس روحاني كما لم يلتزم بالإتفاق النووي. 

وأما رد قائد الجيش اللواء أمير موسوي على تصريحات الرئيس روحاني كان أكثر قسوة وصراحة حيث اتهم الرئيس من دون تسميته بأنه إما جاهل أو متجاهل عندما يحذر الحرس من التدخل في شؤون محددة في إشارة أبلغ من التصريح إلى إستياء الرئيس من تدخل العسكر بما فيهم الحرس في الشؤون السياسية.

إقرأ أيضا : حسن روحاني: الصناعة النووية الايرانية سارعت خطاها وسنواصل هذا الدرب

 

وأضاف اللواء موسوي بأن الحرس  ليس جيشا آخرا بل هو الحرس  وهو مكلف بحراسة الثورة الإسلامية. 

وأكد قائد الجيش الإيراني على أن هناك مهاما للحرس خارج الحدود الإيرانية ومنها القضاء على الكيان الصهيوني واعتبر أن السقف الزمني لإزالة الكيان الصهيوني وهو 25 عاما_ وفق تقدير  المرشد الأعلى آية الله خامنئي_ حتمي وقطعي. 

أما الحرس لم يقف صامتا أمام الرئيس ووجه نقدا لاذعا إلى الرئيس روحاني متهما إياه ببث الفرقة وإثارة الخلاف في الداخل.

لم ينسحب الرئيس روحاني عن موقفه أمام الهجوم الذي شنّه معارضوه وطالب المسؤولين في الحكومة بكسر حاجز الصمت والخوف من جهات لم يسمِّها مؤكدا على استقلال السلطة التنفيذية من السلطات الأخرى مطالبا المسؤولين الحكوميين بممارسة صلاحياتهم من دون خوف من جهة هنا أو جهة هناك أو الإستقالة عندما يتعذر عليهم ممارسة تلك الصلاحيات التي يجب أن تتم بمعزل عن ضغوطات الآخرين. 

تبادل التهم بين الرئيس والحرس يظهر أن هناك خلافات عميقة بينهما على ملفات عدة. هل يشكل خوف الرئيس روحاني من سقوط حكومته على يد الحرس  دافعا حقيقيا لتوجيه انتقاداته لهم أو أنه يريد لفت الأنظار إلى نفسه بعد أن اتهمه الكثيرون بالصمت بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة؟