أثبت التيار الإصلاحي في إيران بأنه لا يزال يراهن على إصلاح النظام وليس إسقاطه وأنه لن ينجر وراء مشاريع الولايات المتحدة
 

شهدت مختلف المدن الإيرانية صباح اليوم مسيرات شعبية واسعة جدًا شارك فيها الإصلاحيون والمحافظون دفاعًا عن النظام والحكومة بعد إحتجاجات استمرت لأيام وأدت إلى أعمال شغب ومقتل عدد من المواطنين وعناصر للأمن ويقدر عدد الضحايا بين 15 و 20. 
ومع دخول الإحتجاجات يومها الخامس ووصول تغريدات الرئيس دونالد ترامب دعما لتلك الإحتجاجات رقمها 5، بادرت سفيرة الولايات المتحدة نيكي هالي بترجمة شعارات المحتجين إلى الإنكليزية مطالبة بعقد إجتماع طارئ لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لدرس الأوضاع في إيران! 
هذا وأن السيدة هالي أكدت قبل أسبوعين على أن الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها بسبب مواقفها ضد الدولة الإسرائيلية المظلومة ووقوفها بجانب فلسطين، فهل تستعيد الأمم المتحدة ومؤسساتها مصداقيتها الضائعة باتخاذ موقف ضد النظام الإيراني؟! 

إقرأ ايضًا: ترامب والإحتجاجات الإيرانية
وفي اتجاه معاكس داخليًا عبر الإصلاحيون في إيران عن موقفهم المندد بأعمال الشغب والعنف التي تخللت الإحتجاجات، مطالبين الحكومة إلى الإصغاء إلى مطالب المتظاهرين المحقة.
وأكد مجمع العلماء المناضلين الذي يرأسه زعيم الإصلاحيين الرئيس الأسبق محمد خاتمي على ضرورة متابعة المطالب عبر الأساليب السلمية وعدم السماح للمشاغبين لإستغلال الأوضاع منددًا بدعم أعداء الشعب الإيراني الحاقدين وعلى رأسهم الولايات المتحدة للمشاغبين. 
وهكذا أثبت التيار الإصلاحي في إيران بأنه لا يزال يراهن على إصلاح النظام وليس إسقاطه وأنه لن ينجر وراء مشاريع الولايات المتحدة. 
وما يثير الإستغراب ليس وقوف الإصلاحيين والمحافظين في معسكر واحد أمام الأوضاع بل إن الكثير من المحتجين وداعميهم وصلوا إلى القناعة بأن لا خير في دعم الولايات المتحدة لحركتهم أو تحركاتهم الإحتجاجية فإنها تأتي لصرف الأنظار عن قضية القدس والإحتجاجات العارمة العالمية على إعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وبينما الأنظار كانت متجهة نحو الإنتفاضة الجديدة في الأراضي المحتلة تحاول نيكي هالي ودونالد ترامب توجيه الأنظار الى إيران.

إقرأ أيضًا: إحتجاجات بعدة مدن إيرانية ودعم ترامب
ثانيًا لأن الإيرانيين عموما يكرهون القوى الكبرى المتدخلة في شؤونهم وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا فإن دعم الرئيس الاميركي ورئيسة الوزراء البريطانية يربط بين الإحتجاجات في الداخل وبين المشاريع الأجنبية وهذا الأمر يحبط مصداقية المطالب المحقة التي تتابعها تلك الإحتجاجات.
هل يصدق عاقل على وجه الأرض أن الولايات المتحدة التي تغمض عينها على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة بحق الفلسطينيين وغصب أراضيهم ومصادرة ممتلكاتهم هي التي تدافع عن حقوق الشعب الإيراني؟ 
أما قصة دفاع رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو عن المتظاهرين في إيران فإنها قصة تضحك الثكلى. 
وأيا تكن الحال، فالفئات المهمشة في إيران سوف تتابع مطالبها المحقة بعيدا عن التخريب والشغب وتلك الفئات نجحت في إيصال صوتها كما تمكن الملايين من الشعب الإيراني اليوم من التعبير عن موقفه الرافض للتدخل الأميركي الخبيث والداعم للنظام. 
ويبقى السؤال فيما إذا الإعلام الأميركي والأوروبي يغطي الإحتجاجات التي يشارك فيه المئات فكيف يتجاهل تلك المسيرات التي تؤيد النظام وتردد الموت لأمريكا؟ أليس هؤلاء هم الشعب؟!