ترامب مرحلة عابرة في تاريخ الولايات المتحدة سيطويها التاريخ
 

أمريكا ترامب لا تختلف عن أمريكا أوباما بل تختلف عن أمريكا بوش الأب وبوش الإبن فضلا عن كلينتون.
فإن ترامب لا يعرف ماذا تعني الديمقراطية الليبرالية الأميركية والرسالة الأميركية والثقافة السياسية التي حاولت بلاده الترويج لها خلال عقود وعهود.
إن الولايات المتحدة كانت تشعر بأن عليها تحفيز البلدان غير الديمقراطية إلى تبني الديمقراطية ولم ننس خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة في العام 2009 تحدث فيه الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير مع تأكيد على أن بلاده لا يريد فرض قيمها وأساليبه على الآخرين، كما أن سلفه بوش الإبن أكد على أن مشروعه هي الحرية ومن خلال مقارنة بسيطة بين خطابات ترامب وأسلافه يتبين مدى الفرق بين همومه وهمومهم حيث إن ترامب لا يستحي من أن يصرح بأن همه الأول والأخير هو المال وليس الحق والحرية والديمقراطية والسلام. 

إقرأ أيضًا: أميركا تواجه إيران دبلوماسيًا لا عسكريًا
لا يخفي ترامب عقليته السخيفة التي تريد التعامل مع جميع القضايا الداخلية والدولية بمنطق المال ولهذا نراه يهدد الأمم المتحدة وأعضاءها بعقوبات بحال التصويت لصالح الفلسطينيين على حساب إسرائيل. 
ووصلت الوقاحة لديه إلى الإعلان الصريح عن قطع الدعم المالي لجميع الدول التي ترفض قراره في اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني. 
وبالرغم من تلك التهديدات صوت 128 دولة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب مما يعني بأن أميركا ترامب لن تتمكن من أن تعيد العالم إلى عصر الديكتاتورية وإنما تعزل نفسها عن العالم كما عزلت نفسها خلال محاولتها الفاشلة في إلغاء الإتفاق النووي مع إيران. 
ترامب أصبح عبأ ثقيلا على كاهل الولايات المتحدة اكثر مما هو عبأ على المجتمع الدولي لأنه لا يمكن التحكم به على أساس القيم والمعايير ولا يمكن إخضاع القيم والمعايير الدولية ولا حتى الأميركية لرغبات ترامب فهو لن يستطيع من القضاء على الديمقراطية والحرية.
إنه مرحلة عابرة في تاريخ الولايات المتحدة سيطويها التاريخ.