يشجع الأميركيون حلفاءهم العرب لمواجهة إيران بشكل مباشر وهم بحاجة ماسة لها في ظل السياسة الترامبية الداعمة لإسرائيل
 

ليس من قبيل الصدفة أن ترتب مندوبة الولايات المتحدة نيكي هالي مؤتمرًا صحفيًا لعرض شظايا الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون باتجاه السعودية، لتوجيه الإتهام إلى إيران بأنها زودت الحوثيين بالصواريخ الباليستية. 
وهذا بحد ذاته يكفي في إثبات عدم جدية الولايات المتحدة في مواجهة إيران وطمأنتها من أن الولايات المتحدة تفضل الأساليب السياسية والدبلوماسية في التعامل مع إيران، حيث أن السلطات العسكرية في الجيش ووزارة الدفاع الأميركية وقفا بموقف المتفرج وألقيا أداء تلك المهمة العسكرية إلى دبلوماسية لا تعرف عن القضايا العسكرية كثيرًا. 

إقرأ أيضًا: ابنة رفسنجاني تكشف عن ملابسات وفاته
والدليل على عدم جدية الولايات المتحدة هو أن وزير الدفاع جيمس ميتس بعد مضي يوم على مؤتمر هالي صرح بأن بلاده تستمر في جهودها الدبلوماسية للكشف عن أهداف وأنشطة إيران في المنطقة وتوعية المجتمع الدولي بذلك نافياً أي إحتمال للجوء بلده إلى الخيار العسكري. 
وأضاف ميتس أن "الولايات المتحدة لا تنوي رفع مستوى تواجدها العسكري في المنطقة لمواجهة إيران ولهذا لم يشارك أي من جنرالاتنا في المؤتمر وإنما شاركت سفيرتنا هالي".
وبالرغم من أن الولايات المتحدة تلمح بأنها تسلك النهج الدبلوماسي في مواجهة الخطر الإيراني المزعوم لحلفائها إلا أن إيران تتعامل مع الموضوع بنظرة تشاؤمية انطلاقًا من عدم الثقة بأمريكا التي سجلت سابقة سيئة في عهد الرئيس دبليو بوش في تلفيقها وثائق مزورة لتبرير غزو العراق. 

إقرأ أيضًا: صراع على مصارع إيراني بين خامنئي ونتنياهو
وأشار وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى تلك السابقة عبر تغريدة له على حسابه في تويتر. 
ويرى الوزير ظريف أن "هدف الولايات المتحدة من هذه المناورة التستر على المبادرة الأميركية الخطيرة للغاية في إعترافها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني".
وفي السياق نفسه يقول مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية "لم يعد ممكنا إقناع العالم بسهولة بأن إيران هي المسؤولة الوحيدة عما وصلت إليه الحرب في اليمن".
بطبيعة الحال يشجع الأمريكيون حلفاءهم العرب لمواجهة إيران بشكل مباشر وهم بحاجة ماسة لها في ظل السياسة الترامبية الداعمة لإسرائيل إلا أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بأي مواجهة مباشرة مع إيران.