التحالف الإسلامي المسيحي في صيغته الشيعي الأرثوذكسي يقابل التحالف السني البروتستانتي بين السعودية وأميركا
 

إنهار الإتحاد السوفياتي في عام 1991 وإنهار معه معسكر الشرق ودخل العالم مرحلة نظام القطب الواحد  ثم انشغلت روسيا لإستعادة قوتها وتخلت عن الهموم العالمية التي كان السوفيتي قد أخذها على عاتقه منذ عقود. 
لكن منذ وصول فلاديمير بوتين إلى الكرملين إستيقظت معه أحلام الإمبراطورية القيصرية وتمكن  من إنجاز الكثير في إستعادة قوة روسيا على الصعيد الإقتصادي والعسكري وتغلب على الصعوبات وأظهر نفسه كقائد بلا منافس وليس رئيسا لروسيا فحسب. وإذ يسرق الكثيرون منصب القيادة بالوراثة أو الإنقلاب العسكري وما شابه ذلك إلا أن بوتين كسب القيادة عبر إنتخابات ديمقراطية نزيهة وشعبية عارمة. 
وأما دوليا فإن القيصر الروسي تمكن من التأثير على مسارات سياسية ودبلوماسية هامة منها الأزمة السورية حيث جلب تركيا إلى معسكره  كما أدى دورا هاما في المفاوضات النووية وتدخل في أوكرانيا وإستعاد القرم مما رفع شعبية بوتين داخليا. 
وتمكن بوتين من كسب ثقة الإيرانيين وإثبات مصداقيته لهم وهذا بحد ذاته إنجاز كبير يدل عليه تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي الذي أعرب عن سروره بنجاح التحالف الإيراني الروسي في سوريا خلال زيارة بوتين  بالأمس. وأضاف خامنئي بأن الإنتصار الذي حققه التحالف الإيراني الروسي في القضية السورية يشجعنا على العمل المشترك في ملفات أخرى. 

إقرأ أيضًا: لماذا يحمّل بن سلمان مسؤولية التطرف لإيران؟!

من جهته أكد الرئيس بوتين على أهمية إيران كجارة وصديقة وشريكة وأن لا حدود لتوسيع العلاقات معها مضيفا بأن الإتفاق النووي لا صلة له بتنمية إيران قدراتها الصاروخية والدفاعية رافضا تملص الولايات المتحدة من الإلتزام الجدي بالإتفاق النووي وأكد على أن الحكم الوحيد لموضوع التزام إيران بالإتفاق النووي هو حكم المنظمة الدولية للطاقة الذرية. 
هكذا طمأن بوتين إيران بالوقوف معها في أزمتها مع الرئيس ترامب.
ويبدو أن التحالف الإسلامي المسيحي في صيغته الشيعي الأرثوذكسي يقابل التحالف السني البروتستانتي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. 
الكلمة المفتاحة التي أدلى بها بوتين خلال لقائه المرشد الإيراني هي أننا نستمر ونكمل أي مشروع نبدأه مع أي دولة مما يعني بأننا قابلين للثقة. الإيرانيون يثقون بالرئيس بوتين فهل الرئيس ترامب قابل للثقة عند المملكة السعودية أم يريد حلبها وثم إهمالها كما توعد خلال الحملة الانتخابية؟