طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر من المدن الكبرى الشبيهة بمدن الولايات المتحدة وهو ما تشير إليه مقالات كتّاب وصحفيين أجانب زاروا طهران مؤخرا
 

قال مراسل قناة سي إن إن  الفضائية بعد زيارته لطهران: "إن  طهران من بين جميع مدن العالم التي زرتها هي اكثرها اميركية!".  
عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبرها الأغلبية الساحقة من الذين لم يزوروها مدينة تشبه عاصمة الدولة الإسلامية في العراق والشام ويتخيل أن في شوارعها يتم يوميا تنفيذ عقوبات الشريعة الاسلامية وتطبيق احكامها وأن هناك فصل تام بين الجنسين في الأماكن  العامة ويفرض حكم الحجاب المشدد على النساء وما إلى  ذلك من وحي الخيال. 
ولكن تلك الصور الوهمية لعاصمة الجمهورية الإسلامية تتلاشى بعد دخولك هذه المدينة التي أصبحت عاصمة لإيران منذ قرنين. فترى الحد الأدنى  من الالتزام بالحجاب الشرعي عند أغلبية  النساء وحرية نسبية معقولة ومقبولة في اللباس لديهن وتواجد النساء في ساحات العمل الاجتماعي والوظائف الحكومية يلفت انتباه أي  زائر أجنبي مما يؤكد له بأن المرأة الإيرانية لم تعد مقتنعة بأدوارها في المنزل وأنها تتنافس مع الرجل في جميع ميادين العمل الاجتماعي. وكدليل واضح على ذلك التنافس يكفينا إلقاء  نظرة على نتائج امتحان دخول الجامعات في السنوات الأخيرة  التي تفيد بتقدم البنات على البنين.
وكان لافتا قبل أيام تعيين عالمة  متخصصة في علوم الفضاء كرئيسة للخطوط الجوية  الإيرانية وذلك بعد وصول سيدات إلى مواقع وزارية وكمعاونات للرئيس والنيابة في البرلمان.

إقرا أيضا: بدء ولاية ثانية للرئيس روحاني

الصورة الخاطئة الأخرى  التي تكون عند أولئك الذين لم يزوروا طهران العاصمة هي أنها مدينة متخلفة تفتقد الى المنشآت والمرافق الحديثة. بينما هي مدينة حديثة وراقية ومتطورة بحيث أصبح  من الصعب جدا التمييز بين طهران وبين المدن الأميركية اللهم إلا  أن  بيع الكحول للمسلمين جهارا والسفور للنساء ممنوع في طهران ولكن المعايير الأخرى  لنمط الحياة الأميركية الحديثة متوفرة في طهران أكثر  من الكثير من المدن الأخرى في العالم. 

ويشاطر مصور فرنسي زميله مراسل سي إن  إن بالقول: انكم ترون لافتات كبيرة في طهران تحمل شعارات العداء والكراهية للولايات المتحدة ورؤسائها ولكن في الوقت نفسه نمط الحياة في طهران هو نفسه في الولايات المتحدة. 
لا يسمح النظام بفتح فروع لشركة مكدونالدز في طهران لأسباب سياسية بحتة ولكن مظاهر الرفاهية والترف والنمط الاميركي للحياة متوفرة هناك بحيث يستغني معها المواطنون عن رموز اميركية صريحة من أمثال مكدونالدز. 
ونقلت صحيفة إيران الحكومية في عددها 6557 يوم الثلاثاء الماضي عن الاستاذ الجامعي المحافظ عبد الكريم غولشني تعبيره عن الثقافة الايرانية الراهنة بأنها لا شرقية ولا غربية ولا إسلامية ولكنه في نفس الوقت يصدق كلام مراسل سي إن إن  بأن  طهران هي أكثر  مدن العالم أمريكية. فإذا اعترف غولشني بأن طهران تشبه المدن الأميركية فيمكنه الاعتراف بأنها  غربية أيضا.