بين معركة جرود عرسال وزيارة الحريري إلى واشطن ماذا قطف الرئيس الحريري؟
 

من أميركا غرّد سعد الحريري خارج السرب أو انه أراد لرئاسة الحكومة أن تكون خارج الإجماع الرسمي من حزب يقطف بدمه مواقف اللبنانيين فيمسي السلاح سلاح وطن في الداخل وضمن حسابات لبنانية صرفة حيث يرى فريق سياسي قوته في قوّة حزب الله وضمن حسابات خارجية تضع لبنان في محور ترأسه إيران وتسير به حيث تشاء وهو يلبي مصالح بحجم الأدوار المعطاة لحلفاء منحوا بركات المحور و أغدق عليهم نعماً أحصوها في السياسة والسلطة.
لقد قلل الرئيس الحريري من أهمية ما اجترحه حزب الله على الحدود في معركة محسومة النتائج وحاول التخفيف من تأثيراتها اللبنانية باعتبار أن الحزب يُفادي بلبنان لا يفديه طالما أنه يتحرك وفق رغبة إيرانية لا وفق سيادة وطنية وهذا ما يضع اللبنانيين في سياق الانقسام السياسي وهذا ما يلغي من مشروعية السلطة ومن دور الدولة وخاصة في أمور سيادية لا يمكن تبريرها.

إقرأ أيضًا: عرسال والعرس الشيعي
ما دفع الرئيس الحريري الى التمايز من البيت الأبيض لا يمكن وضعه بين مزدوجين لبنانيين بل هو حال ما يمثل الحريري من بعدين عربي ودولي يقتفيين آثار حزب الله و أثره على الساحتين اللبنانية والعربية لهذا زاده نصر الجرود تمسكاً بسلاح الشرعية ورفضاً لسلاح لا يُمكن شرعنته مهما بلغ من قوّة ونفوذ وسيطرة على اللبنانيين كونه نقيض وليس رديف للسلطة وهو يغذي من البقع الأمنية المنتشرة في كل المناطق اللبنانية ويمدّ الطوائف بالتبريرات اللازمة للإستقواء بالسلاح.
بدا سعد الحريري وحده متأثراً بنتائج حرب جرود عرسال بعد أن وقف الجميع عاجزاً عن شكر حزب الله حتى أعداء الحزب سحقهم العرق لكثرة ما صفقوا وكأن حسابات سياسية وانتخابية تحديداً تفرض نفسها وبقوّة على ما أتاحته جرود الحدود من تلاقي بين المتناقضين والمتخاصمين لا في السياسة فحسب بل في المفاهيم من هنا كانت القوّات اللبنانية أشبه ما تكون بحليفه القسري التيار الحرّ وكان قائد القوّات كوزير التيار وكانت رموز من تيّار المستقبل مجرد زمور في موكب الاحتفاء بالنصر الثلاثي الأبعاد. 

إقرأ أيضًا: الجيوش تتقدّم باتجاه عرسال والمستقبل يبكي
ثمّة مساحة سياسية جديدة على ضوء مصير الجرود والحدود وقد رسمها حزب الله وأحاطها بالدماء وإمكانية العبث فيها تعرض اللبنانيين الى عودة جديدة في الخلل الدستوري ويضيع الاستحقاقات اللازمة لتثبيت الشرعيات الضائعة وهذا ما لا يريده أحد من المستفيدين ويبدو أن الرئيس الحريري مضطر الى تغيير مجرى اللعبة داخل هذه المساحة لا إلغائها لصعوبة الأمر كيّ يستفيد من رهانه الوطني على تمثيله الطائفي بعد أن ضعُف هذا التمثيل في مناطق سُنية حسّاسة ورغم أنه شريك ذكي في مواجهة النصرة السورية برفض المعركة من الجانب اللبناني وتحمل مسؤولية الدفاع لا الهجوم وهذا ما فوت على الكثيرين حسابات كبيرة كانت كل جهة تراهن عليها كثيراً كونها تعطي النظام السوري سيطرة جديدة على السلطة اللبنانية وتعطي إيران سلطة التحكم بالقرار اللبناني وتعطي حزب الله المسؤولية المباشرة عن الأمن القومي وهذا ما أفاد المملكة العربية التي أعطت الضوء الأخضر للتخلص من النصرة السورية المرتبطة بقطر وتركيا من قبل عدوتها إيران وبدون كلفة سعودية.
هذا مشهد قوي من مشاهد معركة جرود عرسال وهذا ما صورته العدسة السياسية لسعد الحريري الذي وقّت زيارته لأميركا في الوقت الذي يعلو فيه صوت الرصاص تحت أصوات لا إله الاّ الله ليقطف من البيت الأبيض ما لم يستطع قطفه من جرود لا شيء فيها للقطف.