خدعة الأحزاب السياسية في لبنان أفرزت تكالباً على السلطة والإستئثار بتلابيب الدولة، وبدعة ديمقراطيتها أفرزت الدهاء والمكر والخداع بين جميع مكونات وطوائف هذا البلد، وما زالت هذه المصائب والبلاوي التي حلَّت بهذا الشعب الذي معظمه شعبٌ أبله تتكاثر كلما تعززت المصالحات والتوافقات بينها وحتى ضمن الطائفة الواحدة تفاقمت الأزمات المعيشية والإقتصادية والاجتماعية، فباتت قيادتهم تعتاش على أكتافكم كما تعتاش السوسة على ماء الحياة، وهذا ما يبعث ويطمئن قيادات التحالفات على أنهم أصبحوا خارج المساءلة ومحصنين بقصورٍ وهالات دينية وسياسية حتى بات هذا الشعب المصفِّق  لا يعرف على أي تركيبة ركبوا عليها ولا يعرفون هل توافقهم من أجل معيشتهم، أومن أجل حماية وظائفهم.؟

إقرأ أيضا : الإتفاق النووي نحو الموت الدماغي؟!

 أم أنه توافق حزبي يصمت على المقايضات وتغطية الفساد في كل دوائر البلد وما عليكم إلاَّ مُكاءً وتصدية، يستحضرونكم عندما تتعارض مصالحهم  ويستخدمونكم تحت عنوان الطائفة والدين والدفاع عن حقوقكم، وعندما يتوافقون فإنَّ حقوقكم تحت أرجلهم. ويؤمونكم إلى مثواكم الأخير.. ألم ترى يا شعب الأحزاب والطوائف ان مأساتكم ومعاناتكم وفقركم يجب أن تسجلوها في موسوعة "غينيس" كنموذج عالمي للفشل الذي تكالبت عليه أحزابكم،والذي لم تعرفه أي بلد في العالم وما يسمى ببلاد الموز والواق واق، يا جماهير الأحزاب المصفقة دلونا على بلدٍ يدفع فاتورة الكهرباء أكثر من مرة، وفي الأصل لا توجد.؟ دولونا يا أشرف شعب على بلد يشتري المياه مرتين وهو عائم عليها، ويدفع فاتورتها أكثر من مرة، ناهيك يا شعب الجبابرة عن العبث بأوضاعكم الصحية والإجتماعية..أنتم شعب مكشوف على كل الاحتمالات والجبهات التي تخدم كبار العسس في طوائفكم وأحزابكم، ألا يتسائل واحدٌ منكم وما أكثركم كيف ينفذ مسؤول أو حج متلبس بلحية قرشية مؤلفة من قوافل الحجيج ويتبوء مركزاً وسلطة أو أي نائب من حزب الكرامة والشرف مهما علا كعبه من فضيحة فشل توفير الحد الأدني من الخدمات كونكم مواطنين شرفاء، ويستمر بعلك الوعظ من على منابر أكتافكم وظهوركم ويستمر في موقعه ويرتقي ولا تهتز لحيته او كرسيه، والمصيبة الأعظم أنه يستمر في العلك وفي تنصيبه وتكليفه في إدارة السرقات والفشل..؟؟ والله لا يليق بكم أن تبصموا على استمرار هذه المهازل وأن تضعوا حداً لهذه المسخرة التي آذتنا جميعاً وفي الوقت الذي دفعتم فيه زهرة أعماركم وشبابكم، ما هكذا تورد الإبل أيها الشعب اللبناني..ولهذا قبل أن تصفق لصاحب لحية أو مسؤول في جبهة وجهة، أو نائب عن النوائب والمصائب أن تسأل أيها المواطن ضميرك قبل أن تمسك بلائحة حزبٍ أوطائفتك المعلبة، أين يتجه مصيرك ومصير عيالك ومستقبل أبناءك قبل فوات الآوان حتى لا تصبحون متسولين عند كعاب مسؤولي أحزابكم وطوائفكم.. الشيخ عباس حايك