لا أحد ينصت اليهم رغم أنهم يضجون على المنابر ضجيجاً مُزعجاً كذكور النحل ويرددون أحاديث من صنع فتن التاريخ ويحللون كما يتناولون أطعمتهم في المناسبات العامة دون أي التفات أو اهتمام بمراعاة مادة التحليل السياسي سواء باتباع منهجية التحليل أو طريقة التفكير السليم  بمواضيع لا يصح فيها الإرتجال كما يحدث في العناوين التعبوية والتحشيدية في حضرة جمهور ممسكن بفعل فقر مزمن في الرأس والبطن.
لا أحد يوقف من يتخذ مواقف مخالفة لبديهيات القول ولا أحد ينتبه لهم وهم يخلطون الأحداث ببعضها البعض عن عدم دراية رغم زعمهم اليومي بأنهم لا يخطؤون ومسددون من الله الذي يلهمهم ويأخذ بلب عقلهم الى جادة الصراط المستقيم كونهم بذلوا الفعل والقول على اسمه وقد أخلصوّا نيّاتهم له وحده لا شريك له.

إقرأ أيضًا: تركيا تطلب مساعدة اسرائيل.. ماذا كشفت عن قاتل السفير الروسي؟
اذاً السياسة عندهم كالصلاة مجرد ركعات ووقت تنتهي بانتهاء اللفظ ولا داعي لإضافة شيء طالما أن الحكمة على لسان المؤمن من هنا حدثوا كثيراً عن محورين كبيرين تقود الأوّل أميركا الشيطانة في حين أن الثاني تقوده إيران الملائكة وقد ضمّ قديماً روسيا وتركيا وقطر ومرحوم فنزويلا وسورية الأسد وحزب الله وحماس وآخرين لا أسماء لهم ولكن للتعميم المُضخم يطلقون عليهم قوى المقاومة و شرفاء و أحرار العالم.
وبعد فشل المحور الثاني تبيّن لهم أن تركيا وقطر وحماس وكثير من الشرفاء في محور الشرّ فعاد هؤلاء ليتحفون بمحور هلك محور أميركا وأفشل سياستها في منطقة الشرق الأوسط بجعل ما تحدثت عنه رايس من فوضى خلاّقة أمراً قائماً وطويل الأمد حتى ظهور المهدي ابن الحسن "عج" الشريف، وهو استبقى روسيا وضمّ الصين وكوريا الجائعة وصحوات ثورية جديدة بلا هويات وغير مرئية ولا يمكن توصيفها أو تحديدها أو معرفة أشكال ثورييها طالما انها غير موجودة في الواقع وهي تظهر فجأة على فلتات ألسن خطباء الجماعة والجُمُعة.

إقرأ أيضًا: مفاجآت تنتظر أبو مالك التلي لم يحسب لها حساب
بغض النظر الآن عن موضوع مستهلك بطريقة استعراضية يبقى الحديث عن روسيا جهبذة المحور الايراني والقوة النافذة والآمرة فيه هو بيت القصيد خاصة و أن تعرضاً واضحاً لا من حيث الشكل بل من حيث المضمون ما بين إيران وروسيا وخاصة في موضوع حيوي واستراتيجي ولا مجال فيه للعب أو التأويل أو التغاضي أو التعامي عنه فأمّا نكون مقاومة وأمّا نكون مستسلمين تماماً كبقية العرب والمسلمين وإلاّ لسقطنا بما سقط به أدعياء المقاومة منذ زمن في وحول سياسات المصالح واعتقد أن هذا لا يليق بثورة ودولة وضعت فلسطين في مقدمة مشروعها الالهي، لذا نحتاج الى توضيح لا من قبل خطباء ومشايخ عديمي الخبرة في الأمور العقلية لتتضح صورة محور مقاوم ممانع يواجه أميركا واسرائيل والسعودية اللعينة ابنة اللعينة ومن معها من عرب التنابل تقف معه والى جنبه شعوب رافضةً لإسقاط الأسد في جورة التاريخ العربي الأسود ولبقاء اليمن حرّاً بفقره الذي يعطيه" كاتاً" وكرامة ولبقاء العراق حافي القدمين ما بين المقامات لينعم أهل الدعوة بالخراج وما منّ الله عليهم من فيّء وغنائم.

إقرأ أيضًا: السعودية لن تصمت طويلاً على إستسلام الحريري أمام حزب الله؟
من خلال تفسير ما قاله بوتين وما يردده دوماً بأن أمن اسرائيل فوق كل شيء وهو أولوية لنا في سوريا فاذا كان هذا هو الموقف الرسمي لمحور المقاومة والممانعة وعلى لسان رئيس أهم دولة في محور لولا روسيا لسقط اسمه سهواً وتحوّل بالتأكيد الى اسم آخر فكيف نكون ضدّ العدوّ؟
طبعاً هذا برسم القائلين بأن روسيا قلعة محور المقاومة والممانعة نتيجة غباء فطري وعلمي فحبذا لو يتوقفوا عن الهذيان الخطابي ويوقفوا انفعالاتهم المنبرية ويهدؤن قليلاً كي لا يتورطوا في مواقف تدينهم ولا تساعدهم على تبيان أحقيتهم في القتال لصالح فلسطين من البوابات السورية والعراقية واليمنية واعتبار أن المعركة واحدة سواء كانت في الجليل أو على جبال عرسال.
في كلام الرئيس الروسي الدائم والمستمر - من بدايات دخوله على خط الحرب السورية ولغاية التفاهمات على حدود اسرائيلية آمنة - عن أمن العدو في سورية وتكفل بوتين في ذلك من خلال المحور الذي يمثله فيه ما يُسيء لمقاومين دخلوا سورية ليفتحوا حدودها باتجاه الزحف لا ليحموا عدواً كما يدّعي بوتين الذي يضع جهاد المجاهدين في خدمة حدود العدو وضمان نظام سياسي منفتح على استراتيجية الأمن الاسرائيلي.