خلال المسيرات الشعبية التي عمت اليوم الجمعة شوارع إيران احياء ليوم القدس العالمي بادر المئات من المتشددين برفع شعارات ضد الرئيس روحاني فور نزوله الى الشارع للمشاركة في المسيرة. ولم يكتف المعترضون برفع الشعارات ضد الرئيس الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ب 25 مليون صوتا بل ارادوا التهجم عليه مما اضطر حرس الرئيس إخراجه من المسيرة ودفعه الى سيارته ومغادرة المكان. 
ِِ وبموازاة الهتافات ضد الرئيس روحاني ، رُفعت هتافات ضد آل سعود وكأن الرئيس روحاني وآل سعود هم الذين أخرجوا الفلسطينيين من أراضيهم واحتلوا بلادهم! .
 أثلجت تلك الهتافات قلب الكيان الصهيوني الذي لم يتمكن من إخفاء فرحه بما جرى اليوم في مسيرات يوم القدس. وقالت الإذاعة العبرية للكيان الصهيوني: إن يوم القدس الذي أعلنه الخميني مناسبة لتضامن المسلمين لمواجهة إسرائيل تحوّل اليوم في مولده أي طهران إلى مناسبة للخلاف الداخلي بين الإيرانيين أنفسهم مضيفا بأن على إسرائيل أن تستغل هذه الفرصة التي أتاحها معارضوا روحاني حيث أن النزاعات الداخلية لم تكن محتدمة وحادة كما هي اليوم.

أضافت الإذاعة العبرية الإسرائيلية إن على إسرائيل وحلفائها الدوليين وخاصة الرئيس ترامب والدول العربية المتمحورة حول المملكة السعودية يجب أن يراهنوا على معارضي روحاني في الداخل، ولو أنهم يهتفون شعار الموت لإسرائيل في شوارع طهران. 

إقرأ أيضًا: هل إستخدم الحرس الثوري قوارب الصيد لضرب السعودية؟


يقدر ان عدد المعترضين لم يتجاوز المائتين ولكنهم اختاروا موقعا دقيقا لإيصال أصواتهم ما دفع علي ربيعي وزير العمل في حكومة روحاني إلى القول ان الاعتراض على الرئيس روحاني لم يكن عفويا بل تم التخطيط له مسبقا وأن المخططين كانوا يملكون معلومات دقيقة عن تحركات الرئيس روحاني. ويبدو ان اصابع الاتهام موجهة الى الحرس الثوري الذي يتولى حراسة المسؤولين الكبار. 
ان العلاقة بين حكومة الرئيس روحاني والحرس الثوري لم تكن متوترة خلال ولاية روحاني الاولى ولكن خلال الحملة الانتخابية الرئاسية توترت بالتدريج وقام الطرفان بهجمات اعلامية قاسية. وتستمر تلك الازمة وتتعمق يوما فيوم ووصلت خلال الأيام الاخيرة إلى ذروتها بعد الهجمات الصاروخية على مواقع داعش. ثم تهجم الرئيس روحاني على الحكومة المسلحة في إشارة واضحة الى الحرس الثوري واتهمه بالإخلال في عملية خصخصة الشركات الحكومية في عهد الرئيس السابق مما أقصى القطاع الخاص من التجارة والاقتصاد  حيث أن القطاع الخاص لم يكن قادرا على منافسة الدولة المسلحة ( الحرس الثوري). 
تعبير الرئيس روحاني عن مؤسسة عسكرية محددة بانها دولة مسلحة تملكت اموال الدولة غير المسلحة اثار استياء الجهاز الاعلامي المقرب او التابع للحرس الثوري وفي مقدمته وكالة فارس للانباء التي وجهت نقدا قاسيا للرئيس روحاني ووصفت  تصريحاته بالوقحة.
ان المحافظين المتشددين يحاولون منذ الآن فرض المزيد من الضغوط على روحاني ودفعه الى الاستقالة والهروب الى الخارج كما اضطر أول رئيس ايراني ابوالحسن بني صدر الى الهروب بعد الاقالة من منصبه من قبل البرلمان الايراني في العام 1981 ويقيم مذاك في باريس. 
ثنائية السلطة السياسية في إيران بين الرئيس والمرشد تخلق دوما مشاكل بين المؤسسات التابعة للحكومة والمرشد الاعلى. حيث ان المؤسسات التابعة للمرشد الاعلى ترفض الخضوع لقواعد الدولة والدولة لا تملك أدوات كافية لاخضاعها الا عند ما يتدخل المرشد الاعلى. الاعتراض المنظم على الرئيس روحاني ورفع هتافات الموت ضده فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الرئيس وتيار غريمه المتشدد المدعوم من قبل مؤسسات عسكرية ولا شك في ان روحاني في ولايته الثانية سيكون مختلفا عما كان عليه في الولاية الأولى وسيضع المجاملات جانبا ويقف بجانب الجمهور الذي وثق به وصوت له عبر صناديق الاقتراع. قال الرئيس الاسبق محمد خاتمي في نهاية ولايته بان حكومته كانت تواجه بمرور كل 9 ايام أزمة واحدة ولكن حكومة الرئيس روحاني تواجه كل يوم أزمة جديدة.