دعا خطيب وإمام جمعة طهران آية الله امامي كاشاني العام الإسلامي إلى إنتفاضة ضد الحكام السعوديين، معللًا ذلك بأنهم أصبحوا عبيدًا للولايات المتحدة كما أنهم لا يعتقدون بالله ناهيك عن أن يكونوا خدامًا للحرم، مما يعني بأن آية الله كاشاني يعتقد بكفر آل سعود، ويأتي هذا الموقف المسيئ لأول مرة في تاريخ ما بعد الثورة الإيرانية، فإن الإمام الخميني لم يكفّر الحكام السعوديين حتى بعد الإشتباكات الدامية بين الشرطة السعودية والحجاج الإيرانيين داخل الحرم المكي في العام 1987التي أدت إلى مقتل العشرات من الحجاج الإيرانيين. 

تأتي تلك التصريحات التكفيرية المثيرة للفتنة بين البلدين في وقت نجح الطرفان في الوصول إلى صيغة لعودة الحجاج الإيرانيين إلى الحج بعد إيقافه في العام الماضي وكان ملحوظًا أن الطرف السعودي كان حريصًا على عودة الحجاج الإيرانيين وخضعوا للكثير من الشروط التي إشترطها الطرف الإيراني ضمانًا لسلامة حجاجه.

إقرأ أيضًا: هل تعهد ظريف بتسليم قاسم سليماني للأمريكيين؟

وفي سياق مضاد للتقدم الملحوظ في المفاوضات الإيرانية السعودية حول الحج التي أدت إلى إعلان إيران عن العودة إلى الحج، هناك حملة إعلامية من قبل غير المتدينين والقوميين الذين يحاولون من أجل تشويه الحج والإساءة إلى المؤمنين الذين ينفقون أموالا هائلة لأداء الحج في مملكة عربية تكنّ العداء بالنسبة للمسلمين الفرس، وفق أحاديثم. 

ونجحت تلك الحملة الإعلامية في صرف الكثير من الإيرانيين الذين أودعوا أموالا منذ 15 عاما كشرط للتسجيل لأداء الحج حتى يأتي دورهم بعد سنين طويلة، وكثير منهم خُدعوا نتيجة تلك الحملة الإعلامية القومية البغيظة التي ترسم صورة للمملكة السعودية وكأنها تتعمد الإساءة إلى الحجاج الإيرانيين وحتى قتلهم!

أثارت تصريحات الشيخ امامي كاشاني ردود فعل غاضبة عند السياسيين إعتبروها مثيرة للفتنة وأنها تمثل إعلانًا للحرب ضد السعودية وتكفير الحكام السعوديين.

إقرأ أيضًا: روحاني يتجاوز عاصفة تهمة التزوير

يبدو أن تصريحات امامي كاشاني لا تكشف عن إرادة سياسية رسمية إيرانية بل إنها زلة لسان يُتوقع تصحيحها من قبل الوزارة الخارجية الإيرانية، وربما يعتبر البعض إن تلك التصريحات النارية هي رد فعل على تصريحات بعض الشيوخ والخطباء في السعودية الذين يكفرون الشيعة ويتهمون الجمهورية الإسلامية بشتى التهم.

ولكن الفرق بين خطباء الجمعة في إيران ونظرائهم في السعودية يكمن في أن خطيب طهران مثلًا لديه منصب سياسي رفيع كعضو في مجلس صيانة الدستور ويجب عليه أن يحسب تداعيات تصريحاته ويعرف بأن دعوة العالم الإسلامي إلى الإنتفاضة ضد السعودية لا تنسجم مع عودة 85 ألف إيراني إلى الحج في عامنا هذا ويجعلهم عرضة لتضييقات نفسية في الحد الأدنى.

 هل يجب على الحجاج الإيرانيين أن يدفعوا ثمن تلك التصريحات السخيفة التي أدلى بها خطيب وإمام طهران إضافة إلى آلاف الدولارات ينفقونها من أجل أداء حج بيت الله؟!

باحث إيراني